هذا الكتاب الذي بين يديك -أيها القارئ الكريم- درة فريدة في باب المواساة، والمواساة حق إنساني حض عليه الدين ورغَّب فيه الإسلام، وهو خُلُقٌ فاضل وسجيَّة محمودة؛ لاسيما إذا كانت المواساة لفقد فلذة من فلذات الكباد.

والناظر في هذا الكتاب يعجب لهذا الأسلوب الرائع في التعزية والمواساة، فبينا القارئ يرتع في روضة أينعتها آية قرآنية إذا به يقدم له درة نفيسة من موعظة نبوية، ثم ينشد له من شعره أو نظم غيره رقيقة شعرية، ولا ينسى في هذا الكتاب قصصًا نقلها الأصمعي وغيره عن بعض الأعراب، هي في باب المواعظ غريبة عجيبة.

هذا الكتاب فيه إثبات لقاعدة القياس كموضوع من موضوعات أصول الفقه وقاعدة من القواعد الأساسية التي ينبني عليها التشريع والإفتاء في الفقه الإسلامي وفيه كذلك الرد على من أنكر القياس من العلماء وغيرهم.

هذا الكتاب تذكرة في أصول الفقه، واضحة الأسلوب، سهلة العبارة، تقرب القاصي من قواعده، وتجمع الفرائد من شوارده، وتحبب هذا العلم لطلابه، أسميتها (إمتاع العقول بروضة الأصول) والله وحده المستعان.

التوحيد أصل الدين وأساس العبادة، به جاءت جميع الرسالات، وأول ما يدعو إليه المرسلون، ومن أجله خلق الله الجن والإنس.

ونقيضه الشرك بالله، وقد أخبر من كتب على نفسه الرحمة أنه: (لا يغفر أَن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).

ولخطر التوحيد وعظم شأنه قد أكب العلماء قديمًا وحديثًا على التأليف فيه وبيان أسسه وأركانه، وقد بسط المؤلف -رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس- أنواع التوحيد، وبيَّن فيه شر الأمم، وأنه نوعان: شرك في الألوهية وشرك في الربوبية، وأوضح أحوال الناس في عبادة الله تعالى والاستعانة به، وأن للناس في منفعة العبادة وحكمتها ومقصودها طرقًا أربعة، فهم أربعة أصناف.

وسيجد طلاب الهدى الخير والبر في هذه الرسالة -إن شاء الله تعالى-، فهي روضة دمثة يتفيئون ظلالها ويجنون ثمارها.

والله وحده المستعان…

إن المرأة درة يجب أن تُصان؛ لأنها تحمل العرض، وهو أمر مقدس عند المسلمين؛ إذ بصيانتها ترتفع منزلة الأسرة إلى أعلى الدرجات، وبابتذالها وتهتكها تنحط إلى أسفل الدركات.

إننا معشر المسلمين نقدس العرض أكثر مما نقدس النفس، ونتفانى في المحافظة عليه أكثر مما نتفانى في المحافظة على الحرية، ونقدم أموالنا وأنفسنا وبنينا فداء سخيًّا إن شممنا مساسًا بالعرض أو همسًا به من وراء وراء.

ولسنا مغالين في ذلك، فهذه شيمة من يؤمنون بالشرف ومن يتصفون بالإنسانية، وهو خلق من ينتسبون إلى الإسلام…

عند قراءتك لهذا الكتاب تجد أن الدعاة إلى هذه المذاهب الهدامة يخوضون في بحر لحي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.

وفي عجالة مختصرة ألقيت الضوء على تاريخ نشأة هذه المذاهب وأهم الشخصيات التي كان لها الأثر البارز في انتشارها، كما فصلت في أفكارها وأهدافها، وقد فندتها علميًّا وشرعيًّا، وبينت بطلانها وزيفها ومخالفتها للعقل والواقع والشرع الحنيف.