ما حكم الحلف بالنبي، وما حكم من يقول: مدد يا رسول الله، ونظرة يا أم هاشم، وهل هذا يُنافي التوحيد؟.

2020-04-06

ما حكم الحلف بالنبي، وما حكم من يقول: مدد يا رسول الله، ونظرة يا أم هاشم، وهل هذا يُنافي التوحيد؟.

فهذا يقضي على التوحيد تمامًا هذا شرك أكبر الذي يطلب من النبي  أن يُمده، أو يُسعده، أو يزوجه، أو يُعطيه دُنيا، أو يُعطيه زوجة هذا صار مشرك شرك أكبر، أنا ذكرت في وقت قريب بشأن السؤال الثاني فالسؤالين في معنى واحد، وأن كل الذنوب يمكن أن يغفرها الله ولو لم يتب صاحبها منها، حتى لو مات صاحبها من غير توبة يمكن الله يغفرها إذا كان مات على لا إله إلا الله محمد رسول الله يوجد آتين في سورة واحدة الأولى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾[النساء: 48].  والثانية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا﴾[النساء: 116]. وقد قال سيدنا عيسى لقومه: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾[المائدة: 72]. ولا يُقبل فيه شفاعة يوم القيامة.

لكن الشرك ينقسم إلى قسمين:

  • شرك أصغر.

  • وشرك أكبر.

الشرك الأصغر لا يُحرم الزوجة وصورته مثلًا: أن تكون زوجته مسلمة وارتكب شرك أصغر لا تَبِين منه الزوجة وهي زوجته، ولا يَخرج من ملة الإسلام، ولو مات يرثه أبناءه المسلمون ولو مات له واحد من المسلمين هو يرثه يعني الشرك الأصغر لا يُخرج من الملة، لكن لو مات صاحبه وهو لا زال عليه لابد وأن يدخل نار جهنم فيوجد الصراط خطاطيف بمقدار ثلاثة ألاف سنة ألف سنة طلوع، وألف مستوي، وألف سنة نزول، وأدق من الشعرة، وأحد من السيف وعليه خطاطيف وكلاليب تسحب الذي يأمر بها الله بسحبه لنار جهنم.

فالذي يُشرك بالله شرك أصغر، أو شرك أكبر لابد أن تختطفه الخطاطيف ويُلقى في نار جهنم، لكن الذي يُشرك شرك أصغر لا يُخلد في نار جهنم يأخذ العقوبة التي يُقدرها الله عليه في نار جهنم حتى ينتعش انتعاشًا ثم يخرج من نار الجحيم ويسمى من الجهنمين من عتقاء الرحمن.

أما الشرك الأكبر إذا مات عليه صاحبه لا يَخرج من النار أبدًا ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾[النساء: 56]. الشرك الأصغر له أمثلة، والشرك الأكبر له أمثلة، فقد ذكرت لك أن الشرك الأكبر تَبين له الزوجة لو له زوجة مسلمة لا يحل له أن يطأها ولا يقربها ولا يحل لها أن تمكنه منها بمجرد أن تسمع أنه مشرك شرك أكبر رحل عنها خلاص، ولو مات لا يُدفن في مقابر المسلمين، لكن صاحب الشرك الأصغر يدفن في مقابر المسلمين ويُصلى عليه، ولا يُمنع من مساجد المسلمين، لكن صاحب الشرك الأكبر لا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يتوارث مع أبناءه المسلمين لا ميراث بين ملتين شتى ملته غير المسلمين.

الشرك الأصغر كالحلف الذي سأل عنه الأخ وهو الحلف بالنبي ، أو أحد غير الله لا يكون الحلف إلا باسم من أسمائه الله، أو صفة من صفاته، وجاء في الصحيح أن النبي  أدرك عمر وهو في الركب وكان يحلف على عادة الجاهلية بأبيه فسمعه النبي  وهو يقول ويحلف بأبيه: فقال: «لا تَحْلِفُوا بآبائِكُمْ، ولا بالطَّواغِي». «من كان حالفًا فليحلف بالله، أو يدع». «فإنه من حلفَ بغيرِ اللهِ فقد كفر». «فإنه من حلفَ بغيرِ اللهِ فقد أَشركَ». لكن الشرك أصغر، وكفر أخف، شرك أخف، وكفر أخف من حلف بغير الله بالنبي، بالولي، بالبلد، بالولد، برأسه، والبعض يحلف بشنبه يحلفون بها ويعتبرونها مُعظمة هذا أشياء عندهم فهذا شرك أصغر لابد وأن يدخل صاحبه النار، ولا يتوب الله على صاحبه إلا إذا تاب سواء شرك أصغر، أو أكبر.

أما غير الشرك من السيئات تحت رحمة الله ورجائه إن شاء عذب، وإن شاء عفا كما روي الحديث في صحيح مسلم وغيره «من أُبتلي بهذه القاذورات» ارتكب جريمة ليس لها قوائم «فأؤخذ بها» في الدنيا كانت كفارة له «فإن تاب تاب الله عليه فإن مات ولم يتب فأمرُهُ إلى اللَّهِ إن شاءَ عذَّبَهُ وإن شاءَ رحِمَهُ». هذا مذهب أهل السنة والجماعة إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه هذا صاحب الشرك الأصغر، فمن حلف بغيره، ومن قال: لولا فلان لضعنا، فلا تقول: لولا فلان. ولكن قل: لولا الله ثم فلان. كما قال العرب: لولا الكلب الذي نبح علينا ما عرفنا السارق هذا شرك أصغر، ولما قال شخص للنبي محمد : «ما شاء الله وشئت». وشئت عطف بالواو «يا محمد قال: أجعلتني لله ندًا قل ما شاء الله ثم شئت». والله وضع لنا قاعدة في سورة التوبة على المنافقين ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾[التوبة: 59].؛ لأن الإيتاء حقيقة في الإنسان يؤتي والله يؤتي ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾[التوبة: 59]. فالرغبة لا تكون إلا لله وحده، والرهبة لا تكون إلا من الله وحده، وقول السر لا تكون إلا من الله وحده، وأقصى الحب لا يكون إلا لله وحده، فالذي يأتي بشيء يقول ما شاء الله وشئت، أو واحد يحلف بالنبي ، أو بالولي، أو بأي شيء هذا مشرك شرك أصغر لا يُخرجه من الملة، لكن إذا مات عليه ولم يتب منه فلابد من النار يأخذ فيها ما شاء الله ولو دقيقة واحدة تكفي، لكن لو قعد فيها شهر، أو شهرين، أو سنة، أو سنتين في جهنم قبل ما يخرج منها بسبب الشرك الأصغر.

أما الشرك الأكبر أن يُنادي النبي ، أو وبينك وبينه مسافة عشرين كيلو، وكان بعض الناس ينادي من يريد بمسافة ألف كيلو مثال: يا سيدي البدوي. والله لو كانوا أحياء ما فعلوا لكم شيء، ولو ما ماتوا وقاعدين وناديتهم والله ما يسمعونك فما بالك تحت القبور! ﴿وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾[فاطر: 22]. فكيف هؤلاء يسمعون؟! لو كان بينك وبينهم نصف كيلو وناديتهم إلا بمكروفون ما يسمعونك ولا يجيبوك، فهم لا يجبون، ولا يسمعون، ولا يقدرون، ولا يعملون شيء يقول الرب لأكرم خلقه، وأفضل رسله، وسيد أنبيائه   ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾[الأعراف: 188].  

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق