ينسمع بوجود الإسرائيليات في التفسير فهل هناك تفاسير خالية من الإسرائيليات؟

2020-04-06

يسأل، ويقول: نسمع بوجود الإسرائيليات في التفسير فهل هناك تفاسير خالية من الإسرائيليات؟.

أعظم كتب التفسير كتفسير ابن كثير هو أبعد كتب التفسير على الإطلاق عن الإسرائيليات لكن لا يخلو منها على أساس الأثر، وأُحَدِث عن بني اسرائيل ولا حرج إذا لم شيء يناقضها في كتاب الله ولا في سنة رسوله قد يوفقها، والواقع ما أعلم كتاب آخر يُعتبر خالي من الإسرائيليات مئة بالمئة غيره على قدر اطلاعي ملايين النسخ من التفاسير والمؤلفين مكتوبة من بعد الصحابة مكتوبة كتب تفسير.

لكن الواقع بعد ما اطلعت وأنا طالب في أولى ثانوي قصة زواج زينب بنت جحش عندما قرأت رواية اسمها: الحب وقال صاحبها: "أليس الحب الذي حرك قلب محمد إلى زينب بنت جحش من بعد أن رأى ساقها الدقيق تحت ثوبها الرقيق". كما يرويه بعض المستشرقين وكنت في أولى ثانوي قرأت هذه لجرير الطبري في قصة ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ﴾[الأحزاب: 37]. يقول أن زينب تزوجت زيد بن حارثة وهي كارهة وكان النبي ﷺ يكرهها وهذا كذب وكانت ابنة عمته وزوجها لزيد غصب عنها قالت: ما أتزوج هذا العبد، وأخوها قال: ما أزوجه أختي حتى أنزل الله ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾[الأحزاب: 36]. وفي آخر الآية ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ﴾[الأحزاب: 37]. صريح.

فيقولون: لما ذهب يزور زيد وهو مُقبل على بيتها وكانت تعجن وجاءت الريح ورفعت طرف الخباء فانكشف ساقُها فَأُعجب بها رسول ﷺ وقال: سبحان مُقلب القلوب، فلما جاء زيد أخبره بأن حُبها وقع في قلبه، قال: أطلقها لك يا رسول الله ﴿أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾[الأحزاب: 37].

فبحثت وطالعت كتب الناس في ذلك فلم أجد مثل هذه وقلت: لو كنت أصير من طلبة العلم لكتبت للناس كتاب في التفسير وهذا من زمن بعيد الذي أقوله هذا وأسميه: [تجريد التنزيل وما ألحق من قصصهم من الأباطيل]. ولما قرأت كثيرًا قلت: هذا أمر كبير لا أقدر لوحدي فهذا يحتاج أمة وعلم ففي (سورة: ص) فيها ثلاثة أنبياء وهم داود، وسليمان، وأيوب عليهم قصص باطلة التي لا ينبغي أن يُصدق بحال من الأحوال أن داود زنا بامرأة أُريا، وبعد ما فعل بها كذا، وكذا وتزوجت 5:48 وأنجبت سليمان بعد أن أنجبت ولد من الزنا موجود في سفر الملوك الأول التابع للتوراة هذا الكلام وأنا نقلته من كتاب 5:58 وقد ذكر هذا الكلام.

فقلت: إذن أكتب عن قصة داود وأبحث في تفسير (سورة: ص)؛ لأن فيه داود وسليمان وأبينه وكنت قريب التخرج من الأزهر فقدموني لشخص من الأكابر من مشايخ أهل العلم كمثل الشيخ/ عبد المجيد عيسى عضو هيئة كبار العلماء واستفادنا منهم كثيرًا من علم السلف؛ لأنه كان من أكبر واحدمن علماء الأزهر على الإطلاق كان مذهبه سلفي وصاحب كتاب اسمه: [صفوة صحيح البخاري]. وكان كتابه مقرر في الأزهر فيه أحكام نافعة، وعلوم نافعة، لكن الأزهر ما انتفع بها! فقدمت الرسالة هذه (سورة: ص) فمدحها وأثنى عليها ثناءًا عاطرًا وطُبعت عام (69 هــ) ووزعت عام (69 هــ) ووزعت مع باعة الصحف عام (69 هــ)، فلما طُبعت وكتبت، وبدأت أُدرس في كلية الشريعة في الرياض جعلوا علي من الواجب أن أُدرس تفسير (سورة: ص) لكلية اللغة العربية للسنة الرابعة عام (79 هــ) سورة: (ص، ق، والنجم). قالوا: هذا منهج كلية اللغة لكن الدراسة فيه دراسة تراكيب بلاغية، وتراكيب نحوية يفيد علماء اللغة أكثر من التفسير فقمت بتدريسها ولما قام عليها بعض المشرفين قالوا: ما تترك. المهم أُخذت لتطبع فسرقت وخُفيت حتى مات الشيخ/ عبد اللطيف إبراهيم. ثم اكتشفها شخص في مكتبته فأحضرها، ولما أحضرها صرت أنا مسؤول مع المسؤولين عن مجلة الجامعة عشر سنوات فقالوا: انشرها في المجلة، وفي الكتاب فنشرتها باسم: [أضواء على التفسير/ في الجامعة الإسلامية] ثم يسر الله وسهل عندما يسرت الإذاعة السعودية أولًا: بإذاعة خاصة بالحديث عن الأنبياء سنتين، ثم إذاعة القرآن خمس سنوات تعطيني نصف ساعة في السنة الأولى ثم بعد ذلك أسبوع.

فالذي كتبته مطبوع الآن باسم: [تهذيب التفسير وتجذيب التأويل مما أُلحق به من الأباطيل وردئ الأقاويل]. طبعته مطبعة المعارف طبعت منه كميات ضخمة من النسخ وأعطتني نُسخ خاصة أوزعها لكن في الرياض، لكن ما عندي منها نُسخ هنا الموجود في الرياض يأتي وأعطيه مجانًا بلا مال، صاروا ست مجلدات الآن أخرها آخر سورة التوبة الآن درست سنتين في الحرم، كملت سورة الأنفال بسورة التوبة وبإتمامها صار المجلد الثالث وطبع من حوالي شهرين ويوزع، بالنسبة لرأي أنا ما ينبغي أحد أن يقول كتابي نظيف إنما هذا الذي رشحته هيئة كبار العلماء مرة من المرات لجائزة كبرى من الجوائز الكبرى المشهورة في العالم كتاب [تهذيب التفسير]. لكن ما قُدر له أن ينال الحظ لكن يكفينا أن هيئة كبار العلماء قدمته.

طبعًا استغفر الله وأتوب إني قلت هذا الكلام، ونعوذ بالله من الشرك به، ونعوذ بالله من أقول زورًا وأكون مغرورًا.

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق