حكم طلب الشفاعة من الرسول، والمؤمنين

2020-04-06

ما حكم طلب الشفاعة من الرسول، والمؤمنين أرجو الإيضاح حيث إن أحد الإخوة يقول بجواز ذلك مع الدليل، الأخ من المعتمرين من بلاد الشام؟

مهما يكون من الشام، أو مصر، أو المغرب إنما يهمنا الدين الإسلام، الإسلام ما عنده بلد، الإسلام من قال: لا إله إلا الله من أي بلد أخ للمسلم في أي أرض من بلاد الله «المسلمُ أخو المسلمِ لاَ يَظلمُهُ ولاَ يَشتمُهُ». إنما يتفردون بالعقائد، ويتفردون بالاستقامة وبالسجود، يستقيم بطاعة الله، وعدم الانحراف عن طاعة الله، وطاعة رسوله.

فأنت تسأل عن حكم طلب الشفاعة من الرسول، والمؤمنين القرآن الكريم يقول: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [الزمر: 44]. وأنا أذكر حديث رواه البخاري في الصحيح وأُعلمه لهذا الأخ الذي يقول أنه من المعتمرين من الشام نقول له: اقرأ البخاري وأنت ترى الحديث الذي أقول فيه وقرأه لك هذا، هل يجوز أن تذهب للنبي وتقول اشفع لي يا نبي الله، النبي  ما هو سامع كلامك حتى يدعو لك ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ [فاطر: 22]. لكن أأتي لك بمن يقطع دابر هؤلاء المجرمين، هؤلاء الناكثين المنحرفين عن دين الله، الخارجين عن شريعة الله، المعادين لدين الله، وأهل سنة رسول الله .

جاء النبي مرة من البقيع كان يدفن ميت فلما دخل علي عائشة «فوضعت يدها على رأسها وقالت: وارأساهُ». يعني رأسي بها وجع عندي صداع فقال لها حبيب الله: «أكان ذلكَ وأنا حيٌّ» فتصف له وجعها بأنه مرض الموت، فيقول لها رسول الله الصادق المصدوق حبيب الله الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه فقال: «لو كان ذلكَ وأنا حيٌّ».؛ يا ليتك تموتين وأنا حي؛ لأنك لو متِ وأنا حي أدعو لكي، وأستغفر لكي يأتيك خير مني بعد موتك، معنى ذلك لو أنا مت فلا أدعو لك، ولا أستغفر لك، فأنتِ تحرمين من دعائي إن مت قبلك وينقطع عملك بموتك، إلا إذا دعا واحد صالح من أقاربك ودعا لك بخير –رضي الله عنها- «لو كان ذلكَ وأنا حيٌّ لدعوت لكي، واستغفرت لكي». فقالت: «أراك تحب موتي ولو كان ذلك لبتُ معرسًا عند أحد زاوجتك في بيتي هذا». يعني كنت في الليلة التي أموت فيها تأتي بواحدة وتضعها في غرفتي، هذا في صحيح البخاري يدل على أن النبي  إذا انتقل إلى الرفيق الأعلى ما يدعو لأحد، ولا يسمع دعاء أحد، ولا يشفع لأحد؛ لأنه ما هو يسمع دعاء لكي يدعو فهذا في صحيح البخاري.

بعدها مات أبو بكر، وبعدها جاء عهد عمر فإذا أراد عمر الاستسقاء إذا اجدبت الأرض وجاء القحط واحتاج الناس للاستسقاء على عادة النبي محمد  إذا جاء أقحط الناس يدعوهم ويخرج لمسجد الغمامة، أو غيره يعني كانت سماء صحراء يصلي ويدعو لهم  ويستسقي ، ولكن بعد انتقال النبي للرفيق الأعلى، وعهد أبو بكر، وجاء عهد عمر فكان ينادي العباس عم النبي محمد ، وكما تعرفون أنه عرف عمر بأنه مُلهم والنبي  قال في صحيح البخاري: «إن يكن في أمتي ملهمون فمنهم عمر وإنَّه إنْ كانَ في أُمَّتي محدثون فمنهمْ عُمَرُ». وعمر في آياتٍ كثيرة يقترح على النبي كالحجاب مثلًا فتنزل آيات الحجاب، ويقترح على النبي فينزل البارحة في قصة الفداء لما ظل النبي  يبكي لما سمع ﴿لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: 68]. «لو نزل عذاب من السماء ما نجى منه إلا عمر». أزال عمر شجرة الرضوان لو كانت في هذا الزمان لجاء لها الناس من كل مكان، فكثير من الحجاج ما أتى من بلاده إلا من أجل أن يزور الحجر الأسود، وكثير من الناس يأتون المسجد النبوي من أجل الجدار، والباب، والشباك كأنه ما أتى لأجل الصلاة في مسجد حبيب الله، ويسلم عليه من قُرب؛ لأن الصلاة في مسجد رسول الله بألف صلاة كأنه أتى من أجل لمس الباب بعضهم يأتي للمس الأبواب المبنية من عهود سابقة ويقبلها.

فإذا رأى عمر شيئًا من ذلك أزاله فشجرة الرضوان الذي نزل عليها ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾[الفتح: 18].

فيأمر عمر بقطع الشجرة حتى يمنع الناس من المرور عليها، ولا يتقرب بها، وحتى لا يحدث للناس كما حدث مع أتباع ﴿فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾[الأعراف: 138]. فيقطع الشجرة، عمر هذا المُلهم المحدث إذا احتاج المسلمين للمطر، والغيث ينادي العباس عم النبي محمد  ترى عمر أفضل من العباس بدرجات، أفضل الأمة على الإطلاق أبو بكر بعد حبيب الله ، وأفضل الأمة على الإطلاق عمر بعد أبي بكر، وأفضل الأمة على الإطلاق عثمان بن عفان، وأفضل الأمة على الإطلاق علي بن أبي طالب، وبقية العشرة المبشرين بالجنة هذه أفضل أمة محمد .

وأبو بكر طبعًا لا يوجد في أصحاب الأنبياء من قاطبة من آدم إلى عيسى من يداني أبا بكر، فلما جاء واحد من فارس مر عليه وهو نائم الفارسي يقول للصحابة أنبي هذا؟! فيقولون: ليس بني. ولكنه يعمل أعمال الأنبياء.

وقد ذكرت لكم أنه جاء في البخاري أن هؤلاء الأربعة وقفوا على جبل وارتجف الجبل فقد ارتجف جبل أُحد «أنَّ النبيَّ ﷺ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمانُ فَرَجَفَ بهِمْ، فَقالَ: اثْبُتْ أُحُدُ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدانِ». فهم واقفين على الجبل لا قتل، ولا موت، ولا مرض، ولا غيره، ولا أعداء ظاهرين «فَقالَ: اثْبُتْ أُحُدُ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدانِ».

هذا عمر الملهم الراشد ينادي العباس ويجعله يمشي أمام المسلمين وعمر معه طالعين يستغيثون، وطبعًا إذا طلعوا للاستغاثة يطلعون ضارعين، أذلاء خاضعين لله منكسرين بين يدي الله، طالبين نعمة الله ففي هذه الحال إذا وقفوا عمر يتكلم يقول: «يا رب إنَ كنا إذا أقحطنا يستغيث لنا رسول الله، وإن نبيك قد مات». هذا في البخاري إن كنا نستسقي برسول لما كان حي كان يستسقي لنا أي يدعو لنا وإن نستسقي بعم نبيك يعني هذا من أحباب نبيك يا رب اسقي لنا فيقول العباس: يا رب اسقنا غيثًا مغيثُا هنيئًا مريئًا فلا ينصرفون حتى يفيض السحاب عليهم والماء عليهم.

فلو كان يجوز أنهم يستغيثون بالنبي  وهو في القبر ما كانوا يحتاجون العباس كما جاء في صحيح البخاري، ولم يُعلم في عهد أصحاب محمد أن واحدًا جاء إلى النبي وقال اشفع لي يا نبي الله أبدًا، واتحدى أي أحد أن يأتي بحديثٍ حسن إلا الأحاديث الموضوعة فيأتوا لك بحديث العتبى المفسرين يكتبونها، والبسطاء يتحدثون بها يقول العتبي: إني أتيب قبر النبي ووقفت عند باب القبر وقلت:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه *** فطاب من طيبهن القاع والأكم 

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ***  فيــه العفاف وفيه الجود والـــكرم

طيب يا خائب، ويا خائبين اللذين أنتم تستمعون منه يصف النبي الأعظم، واحد يقف يتكلم مع واحد بقلبه وعقله أعظم النبي في قبره وقد «فقال إنَّ الله عز وجل حرَّمَ على الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ».

وقد ذكرت لكم الميت الذي مات من مئات السنين الذي قلت لكم قصته والبلاد يعبدونه من دون الله قبل الإسلام ولما فتحوا تستر أرسلوا لعمر في المدينة قالوا: إن الناس يستغيثون بذاك ويدعون فقال لهم عمر منبهًا لهم سرًا: إذا جاء النهار احفروا القبور بعيدة جديدة خالية ليس بها أحد، ولما يأتي الليل وتحفرون أزيلوا قبر دانيال أنبشوه وضعوه في واحد من هذه القبور، ثم انقلوا كل القبور عنده فالناس لا يعرفون قبر دانيال حتى لا يطوف به الناس، ولا يدعوه، هذا من سياسة عمر حتى يقلعوا عما كانوا يفعلون، ولما فتحوا عليه القبر وجدوا على صدره مصحف يمسكه بيده وكلمة مصحف كما في صحيح البخاري هي التوراة، وليست التوراة التي نزلت على موسى يقولون: أنها سِفر دانيال الأسفار أتباع الأولياء الأولين ويقولون عبد الله بن عمرو بن العاص يقرأ التوراة عبد الله بن عمرو بن العاص قال: المراد بالتوراة سفر دانيال؛ لأن بعض المسلمين، وبعض النصارى يطلقون على كل العهد القديم يعني الأسفار الخمسة، أسفار الأنبياء، وأسفار القضاة يسموها كلها: التوراة. فعبد الله بن عمرو يسميها بتسميته يقول: قرأت في التوراة صفة النبي محمد يعني في الكتاب الذي وجدوه على صدر دانيال مكتوب فيه، وهذا الحديث الذي نقرأه في البخاري «﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ [الأحزاب: 45]. وحرزًا للأمين أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل لست بفظ ولا غليظ، ولا صخابٍ في الأسواق، ولا تدفع السيئة بالسيئة بل يعفو ويصفح» إلى آخر الحديث، «ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العرجاء وحتى ويصير بها حتى يقولوا لا إله إلا الله، يعني كل الأمم تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله».

فإذا كان دانيال وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر أحد الشهداء يوم أحد لما دفنوا في مصارعهم في الوادي استشهدوا في وادي جلاه وهو عند الشهداء الآن مكان محل الشهداء الموجودين الآن كان في قلب الوادي يعني قريبة من الجنوب قليلًا فيها، والمقبرة في ربوة مرتفعة قليلًا، فلما دفنوا وجاء السيل وعمل قناة وجرف التربة التي على بعض الشهداء وانكشف عمرو بن حرام مع أنه النبي  بشر ولده لما وجده يبكي على جابر يوم أحد وقال: ماذا تدري ما قيل لأبيك قال إن الله كلم أباك كفاحًا، قال له: تمنى. قال: أتمنى أن تحيني ثم أقتل، ثم تحيني ثم أقتل، ثم تحيني ثم أُقتل ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾[ق: 29]. ﴿فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ [البقرة: 18]. يعني يرجع للحياة الدنيا مرةً ثانية هذا بعد ما مات بعد سنوات طويلة بعد عهد معاوية هذا الموت في الثانية من الهجرة الشهادة تشهد عبد الله بن حرام ولد جابر رضي الله عنه في السنة الثالثة من الهجرة، ومعاوية كان أمير بعد الأربعين من الهجرة يعني أربعين سنة لذاب ذوبًا وجدوه على حاله وجرحه كأنه ما جُرح إلا هذه الساعة فيقول هذا المضل: سند أخباره مُظلم، وكان شاعرًا من العراق لم يُعرف عنه في دين الإسلام سبق، ولا له فيه فضل، ولا يعرف أحاديث رسول الله  لو قلت جسده كان أكرم ويقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه *** فطاب من طيبهن القاع والأكم 

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ***  فيــه العفاف وفيه الجود والـــكرم

ثم يقول: ينادي منادٍ يا عتبي كذا، يا عتبي كذا، والعلماء والمفسرين يكتبون فيها وقد وضح أن سنده مظلم وعن أحدٍ لا يُعرف من أهل العلم، وميز الله أهل الإسلام بأن دينهم لا يثبت بالأهواء، ولا بالكلام، حدثنا، حدثنا، حدثنا، لو قال: عن. محمد بن إسحاق الذي لخصها ابن هشام وصارت مشهورة محمد بن إسحاق، وبن هشام من الثقات، لكن مدلس.

العلماء وضعوا موازين الذهب في أخبار النبي محمد  لابد أن يكون ناقل الحديث ثقةً، ضابطًا، عدلًا ينقل عن مثله من أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ، ولا علة، فإذا كان واحد ثقة ولكنه مدلس، يعني إذا قال: عن. ليس لازم أن يكون شيخه معروف فقد يروي عن ضعيفٍ، وغير ضعيف العلماء يرودن حديثه محمد بن إسحاق لا يقبل حديثه إذا عنعن، ولا يُقبل حديثه إلا إذا ثبت أنه صرح بالتحديث فإن قال: حدثني قبلناه.

وإذا قال سفيان الثوري من الأئمة الكبار جدًا جدًا لكنه مدلس فإن قال: عن. يرد حديثه لا يؤخذ إلا إذا وجد حديثه هذا مسندًا في موضع آخر.

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق