في قوله تعالى: { وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}، إشارة إلى علوم الوحي التي تلقتها هذه الأمة من نبيها

2020-06-22
في قوله تعالى: { وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}، إشارة إلى علوم الوحي التي تلقتها هذه الأمة من نبيها
الفائدة المائة وواحد وستون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن في قوله تعالى: { وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}، إشارة إلى علوم الوحي التي تلقتها هذه الأمة من نبيها.

وقوله عز وجل: {وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151]، هذه صفة زائدة على الصفات السابقة، وفيها إشارة إلى معجزة كبرى من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث علّم أمته صلى الله عليه وسلم أصدق الأخبار الماضية، وعرفهم ما كان من الحوادث السابقة وما يكون من الحوادث اللاحقة، ووضع لهم أحسن الأنظمة التي أرشده الله إليها، الصالحة لكل زمان ومكان وجيل وقبيل، والتي لم تعرفها الإنسانية في تاريخها الطويل، مما يعترف بفضله الأصدقاء والأعداء، حتى بدأت أوروبا في وقت نهضتها الحديثة تأخذ ببعض التعاليم الإسلامية التي ما كانت تعرفها، وقد رأت أن شريعة الإسلام أوفى من سائر الأنظمة بها حتى شملت الشفعة وغيرها، ونحن نعلم علم اليقين أن رسولنا علمنا كل شيء نحتاجه في معاشنا أو معادنا، حيث علمنا ماذا نقول إذا استيقظنا من نومنا وماذا نقول عند منامنا، وماذا نفعل أو نقول عند دخول منازلنا أو تناول طعامنا أو شرابنا وسائر حاجاتنا، وماذا نقول عند ركوب مراكبنا أو سفرنا أو حضرنا، حتى قال بعض المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه: لقد علمكم نبيكم كل شيء، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قيل له: قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة فقال: أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص320

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق