حرمة اتخاذ غير الله ولياً

2020-06-25
حرمة اتخاذ غير الله ولياً
الفائدة السادسة من لطائف قرآنية من تفسير سورة الأنعام من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول حرمة اتخاذ غير الله ولياً.

والعجيب الغريب أن تجد أن بعض المنتسبين للإسلام يتخذون من دون الله أولياء ويسمونهم بهذا الاسم، ويجعلون على قبورهم قباباً، وينادونهم ويستغيثون بهم طالبين منهم جلب النفع أو دفع الضر كما كان يفعل أهل الجاهلية قبل الإسلام، وفي ذلك يقول الشيخ محمد بن علي الشوكاني في رسالته المسماة: شرح الصدور غي تحريم رفع القبور:

أعادوا بها معنى سواع ومثله     يغوث وودٍّ ليس ذلك من ودي

وقد هتفوا عند الشدائد باسمها     كما يهتف المضطر بالصمد الفرد

وكم نحروا في سوحها من بحيرة     أهلت لغير الله جهلا على عمد. ا ه.

وقد ندد الله تبارك وتعالى في مواضع كثيرة من كتابه الكريم بمن يتخذ غير الله ولياً أي: معبوداً كما في هذا المقام وكما قال عز وجل: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد: 16]، وكما قال عز وجل: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} [الفرقان: 17-18]، وكما قال عز وجل: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الشورى: 9].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص325-326

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق