المقصود من قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} خلق آدم وتصويره، وإن نسب الخلق والتصوير للمخاطبين

2020-09-03
المقصود من قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} خلق آدم وتصويره، وإن نسب الخلق والتصوير للمخاطبين
اللطيفة السابعة من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول المقصود من قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} خلق آدم وتصويره، وإن نسب الخلق والتصوير للمخاطبين.

وفي قوله -عز وجل-: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} [الأعراف: 11]، تنبيهٌ على عظيم قدرة الله -عز وجل- حيث قدَّر إيجاد آدم وذريته فأوجده من طين غير مصور ثم سواه وصوره في هذه الطريقة البشرية الكريمة حيث خطَّطه وشقَّ حواسه، ونفخ فيه من روحه ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين وصوَّرهم على صورته الآدمية، وقد روى أحمد وأبو داود والترمذي وقال الترمذي: حسن صحيح من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزن وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك)، كما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته).

ولهذا نسب الخلق والتصوير في هذا المقام إلى المخاطبين مع أن المقصود الأصلي هو خلق آدم وتصويره بدليل قوله -عز وجل-: {ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ}، إشارة إلى أن لهم حظاً من خلقه وتصويره لأن الخلق والتصوير قد سرى إلى ذريته.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص149

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق