أسند عقر الناقة لجميعهم مع أن الذي عقرها واحد؛ لأنهم جميعاً راضون بعقرها

2020-09-23
أسند عقر الناقة لجميعهم مع أن الذي عقرها واحد؛ لأنهم جميعاً راضون بعقرها
اللطيفة الواحدة والستون من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول أن عقر الناقة أسند لجميعهم مع أن الذي عقرها واحد؛ لأنهم جميعاً راضون بعقرها.

وقوله -تبارك وتعالى-: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الأعراف: 77-78]، أي: فقطعوا قوائم الناقة حتى سقطت على الأرض ونحروها، وتكبروا وتجبَّروا عن اتِّباع صالح -صلى الله عليه وسلم- واستعلوا عن الحق، وقالوا يا صالح: هات ما تعدنا من عذاب الله ونقمته إن كان الله قد أرسلك إلينا، استعجالاً للعذاب تهكماً منهم وجهلاً، فسلط الله -عز وجل- عليهم صيحة زعزعتهم وحركتهم حتى سقطوا صرعى منكفئين على رُكَبِهم ميتين لا حراك بهم.

وفي إسناد عقر الناقة إليهم مع أن الذي عقرها هو أشقى ثمود وحده لأنهم جميعاً راضون بعقرها، وهم الذين دعوه إلى عقرها كما قال -عز وجل-: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} [القمر: 29]، وقد روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن زمعة قال: خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [الشمس: 12]، انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص217-219

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق