بسط قصة موسى أكثر من غيرها؛ لاحتياج الناس إلى الاعتبار بها

2020-09-23
بسط قصة موسى أكثر من غيرها؛ لاحتياج الناس إلى الاعتبار بها
اللطيفة السادسة والثمانون من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول بسط قصة موسى أكثر من غيرها؛ لاحتياج الناس إلى الاعتبار بها.

قال تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 103-116].

بعد أن ذكر -تبارك وتعالى- قصة نوح وهود وصالح ولوط وشعيب -عليهم الصلاة والسلام- بالأسلوب البلاغي الذي يقتضيه المقام المفيد للتأسي والاقتداء في الصبر والاحتساب بهؤلاء الأنبياء الكرام -عليهم الصلاة والسلام- والتحذير من السير في ركاب المكذبين بهم الذين عاقبهم الله بأنواع من العقوبات الرادعة لمن يكذب بالمرسلين، ثم أكد ذلك بيان أن هذه هي سنة الله في الذين خلوا من قبله وأنه ما أرسل في قرية من نذير إلا حذرهم من تكذيب رسولهم، وأن هذا ليس خاصًا بقوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح أو قوم لوط أو قوم شعيب، بل هو عام لجميع الأمم الماضية.

شرع هنا في ذكر قصة موسى -عليه السلام- وساقها على سبيل الإطناب، حيث بسطها أكثر من غيرها، لاحتياج الناس إلى الاعتبار بها؛ لأن فرعون قد بلغ من السلطان والتسلط والقهر لبني إسرائيل ما لم يبلغه أحد من المكذبين حتى ادعى أن الرب الأعلى، وقال لقومه: ما علمت لكم من إله غيري، وعلا في الأرض، ولم تنتشر قصة نبي من أنبياء الله السابقين انتشار قصة موسى مع فرعون، لذلك كانت العبرة بها أكبر والعظة بها أبلغ.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص244-245

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق