السَّكَر هو الخمر وما يُسْكر، لم يذكر في الآية على سبيل الامتنان

2020-06-20
السَّكَر هو الخمر وما يُسْكر، لم يذكر في الآية على سبيل الامتنان
الفائدة الرابعة والثمانون من فوائد من كتاب تفسير آيات الاحكام لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول السَّكَر هو الخمر وما يُسْكر، لم يذكر في الآية على سبيل الامتنان.

هذا وقد ذهب بعض أهل العلم إلى الله تعالى ذكر السَّكَر هنا {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} على سبيل الامتنان، وقد اختلف هؤلاء في معنى السَّكَر.

فذهب جمهورهم إلى أن السَّكَر هنا هو الخمر وما يسكر، إلا أنه كان مباحاً؛ لأن الآية مكية، ثم حرمته آية المائدة، لأن الله امتن عليهم، ولا يمتن عليهم بحرام، وعلى هذا فالآية منسوخة.

وذهب فريق منهم -وهم الحنفية- إلى أن السَّكَر هنا ما لا يُسْكر من الأنبذة التي تتخذ من عصير العنب والزبيب والتمر. فما دام لم يسكر فهو حلال عندهم؛ لأن الله امتن به عليهم ولا يمتن عليهم بحرام، فإذا أسكرت هذه الأنبذة حرمت، ولا تسمى حينئذ سكرا، وعلى هذا فالآية غير منسوخة.

وقال بعضهم: إن السَّكَر والرزق الحسن بمعنى واحد كقوله: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}، وهو ما حل تناوله من ثمرات النخيل والأعناب، وعلى هذا فلا نسخ أيضاً.

والحق أن السَّكَر هو الخمر وما يُسكر، وأنه لم يذكر هنا على سبيل الامتنان بل على سبيل التقريع والتبكيت على اتخاذه وإن لم ينص على تحريمه، إذ يكفي في التنفير عنه مقابلته للرزق الحسن، وعلى هذا فلا نسخ أيضاً.

تفسير آيات الأحكام: ص144-145

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق