الترهيب من معصية الله

2020-06-28
قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} [الأنعام: 15-16]، تقرير للبعث بعد الموت، وتأكيد في تربية النفوس على الإيمان بذلك، حتى يصير الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر ملكة مستولية على مشاعر المؤمنين، مركوزة أمام بصائرهم؛ ليفعلوا الخير ويجتنبوا الشر، ويفوزوا بجنات النعيم.

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} [الأنعام: 15-16]، تقرير للبعث بعد الموت، وتأكيد في تربية النفوس على الإيمان بذلك، حتى يصير الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر ملكة مستولية على مشاعر المؤمنين، مركوزة أمام بصائرهم؛ ليفعلوا الخير ويجتنبوا الشر، ويفوزوا بجنات النعيم.

 ومعنى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}، أي: أنذر يا محمد أمتك، وحذّرهم من عذاب يوم القيامة لمن عصى الله عز جل وبخاصة من ارتكب أكبر الكبائر وهو الشرك بالله، وأعلمهم أن عذاب يوم القيامة عذاب شديد، وأن يوم القيامة عظيم الهول، فظيع الشأن؛ لأنه يوم يجعل الولدان شيبا، فالسعيد من صرف الله عز وجل عنه عذاب يوم القيامة، ومن يصرف الله عنه عذاب يوم القيامة فقد نجّاه وأنعم عليه وأحسن إليه وشمله برحمته، ومن شمله الله عز وجل برحمته فقد

فاز فوزا عظيما ظاهراً كما قال عز وجل: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران: 185]، فالفوز المبين الحق هو في دخول الجنة والنجاة من النار.

وقد اشتمل قوله تبارك وتعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}، على صور بلاغية؛ حيث أكد الخوف بإن في قوله: {إِنِّي أَخَافُ}، وهو أفضل خلق الله أجمعين، ثم فصل بين الفعل ومفعوله بالجملة

الشرطية، وهي قوله: {إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي}، وحذف جواب الشرط لدلالة قوله: إني أخاف عذاب يوم عظيم على هذا المحذوف.

وفي قوله تعالى هنا: {وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}، مع قوله تعالى في سورة الجاثية: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} [الجاثية: 30]، بالمجيء بالواو في الأولى وحذفها من الثانية، والمجيء بالضمير في الثانية وحذفه من الأولى، وليس في القرآن بهذا اللفظ غيرهما؛ فهما من المتشابه المثاني، مع بعد موقعيها في الكتاب الكريم([1]).

 

[1]- تهذيب التفسير وتجريد التأويل 4/327-328.

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق