الرحمة الإلهية

2020-06-28
وصف رسول الله ﷺ قوله تبارك تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، بأنه ثناء على الله عز وجل؛ حيث قال في حديث أبي هريرة عند مسلم، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي.

 وصف رسول الله ﷺ قوله تبارك تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، بأنه ثناء على الله عز وجل؛ حيث قال في حديث أبي هريرة عند مسلم([1]): وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي.  

وقد أشار رسول الله ﷺ إلى أن العبد مهما كَمُلَ لا يستطيع أن يحصي الثناء على الله عز وجل؛ حيث يقول رسول الله ﷺ فيما رواه مسلم في صحيحه([2]) من حديث الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن رسول الله ﷺ قال: «لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك».

 والرحمن الرحيم من أسماء الله الحسنى، وأهل السنة يثبتون لله عز وجل ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله ﷺ، من الأسماء الحسنى والصفات العلى، من غير تأويل ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تحريف، ولا تشبيه ولا تمثيل، ومهما خطر ببالك فإنَّ رحمة الله فوق ذلك.

وقد روى البخاري([3]) ومسلم([4]) من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قدم رسول الله ﷺ بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله ﷺ: «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟»، قلنا: لا والله، فقال: «الله أرحم بعباده من هذه بولدها».   

كما روى البخاري([5]) ومسلم([6]) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي تغلب غضبي»، وفي رواية: «غلبت غضبي»، وفي رواية: «سبقت غضبي».    

کما روى البخاري([7]) ومسلم([8]) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءا واحدة، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق؛ حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه»، وفي رواية: «إن لله تعالى مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فيها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تعالى تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة»، ورواه مسلم من حديث سلمان -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله تعالى مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم، وتسعة وتسعون ليوم القيامة».  

كما روى مسلم([9]) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: «لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد».

 وقد وصف الله عز وجل نفسه بأنه أرحم الراحمين، وأن رحمته وسعت كل شيء، كما قال عز وجل: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 156].

وقد جعل الله عز وجل اليأس من رحمة الله علامة الكفر؛ حيث يقول عز وجل: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]، وقال عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

 ولله در القائل:

فؤادي من ذنوبي في لهيبٍ     توهُّجَ حَرٍّ مِسْرى أو أبيب

ولست بقانط أبدًا لأني      رأيتُ اللهَ أرحم من أبي بي

وقد وصف الله عباده الصالحين بأنهم يرجون رحمة الله ويخافون عذابه؛ حيث يقول عز وجل: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57]، وكما قال عز وجل: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49] )[10]).

 

[1]- رقم (395).

[2]- رقم (486).

[3]- رقم (5999).

[4]- رقم (2754).

[5]- رقم (7422).

[6]- رقم (2751).

[7]- رقم (6000).

[8]- رقم (2752).

[9]- رقم (2755).

[10]- تهذيب التفسير وتجريد التأويل، الشيخ عبد القادر شيبة الحمد 1/16-17.

التصنيفات

التعليقات (1 تعليق) إضافة تعليق


(منذ سنتين) إضافة رد

Prochaska J. https://newfasttadalafil.com/ - Cialis Mmlmni Wdmjzw cialis rash <a href=https://newfasttadalafil.com/>cheap cialis online pharmacy</a> Myambutol Wdotbh The function of MITF and associated proteins in mast cells. Gpbtfm https://newfasttadalafil.com/ - Cialis