أهمية تدبر القرآن

2020-06-28
قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، هذا توجيه من الله لجميع المكلفين وبخاصة المنافقين واليهود والمشركين إلى أن يتدبروا هذا القرآن العظيم، وأن يُعملوا فيه فكرهم، وأن ينظروا فيما اشتمل عليه من الأخبار عن الغيوب الماضية والحاضرة والمستقبلة، وما احتواه من الأحكام والحِكَم والعلوم الكونية والإنسانية والدينية والدنيوية، وفي أسلوبه وفصاحته وبلاغته التي فاقت كل ما وصفه البلغاء وتحدث به الفصحاء، مع سلامته عن أي تناقض أو اضطراب أو اختلاف، مع أنه كتاب كبير، فلو كان من عند غير الله مهما كان هذا الغير لوُجد فيه تناقض واختلاف واضطراب كثير، وقال عز وجل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].

قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، هذا توجيه من الله لجميع المكلفين وبخاصة المنافقين واليهود والمشركين إلى أن يتدبروا هذا القرآن العظيم، وأن يُعملوا فيه فكرهم، وأن ينظروا فيما اشتمل عليه من الأخبار عن الغيوب الماضية والحاضرة والمستقبلة، وما احتواه من الأحكام والحِكَم والعلوم الكونية والإنسانية والدينية والدنيوية، وفي أسلوبه وفصاحته وبلاغته التي فاقت كل ما وصفه البلغاء وتحدث به الفصحاء، مع سلامته عن أي تناقض أو اضطراب أو اختلاف، مع أنه كتاب كبير، فلو كان من عند غير الله مهما كان هذا الغير لوُجد فيه تناقض واختلاف واضطراب كثير، وقال عز وجل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].

وقد تحدى الله به الإنس والجن أن يأتوا بسورة من مثله، ومع ذلك لم ينقل عن أحد من أساطين الفصاحة والبلاغة والبيان من كفار قريش أو غيرهم أنه وجد في هذا القرآن العظيم اختلافًا قليلًا أو كثيرا، بل قال بعض رؤساء المشركين: "إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق".

ولم يدّع أحد من أعداء الإسلام أنه أخبر عنه بخبر غير صحيح، فهؤلاء الفريق من المنافقين الذين قالوا: طاعةٌ، فلما برزوا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيتوا غير الذي يقول رسول الله، فأخبر الله عز وجل رسوله -صلى الله عليه وسلم- بخبرهم، فما ادّعى واحد منهم أن ما أخبر القرآن به في شأنه يختلف عما وقع منهم مع أنه إخبار بالغيب.

وفي التعبير بالكثير في قوله: {لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}، للفت الانتباه إلى أنه لطوله وعلومه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا، فكيف وهو مع ذلك لم يوجد فيه أدنی اختلاف! فنفي الكثرة ليس لإثبات القلة، بل هو على حد قوله عز وجل: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: 18]، إذ المقصود: لا طاعة ولا شفاعة للكافرين يوم القيامة، وكما قال امرؤ القيس:

على لا حب لا يُهتدى بمناره ** إذا سَافَهُ العَوْدُ النباطيُّ جرجرا

إذ المقصود: لا منار ولا اهتداء، فكذلك قوله تبارك وتعالى هنا: {لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}، يعني أنهم لم يجدوا فيه اختلافًا كثيرًا ولا قليلا ([1]).

 

[1]- تهذيب التفسير وتجريد التأويل 3/364-365.

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق