عقيدة أهل السنة في رؤية الله

2020-06-28
وقد أخبر الله عز وجل أن الكفار محجوبون عن رؤية الله يوم القيامة، وقد أشار الله عز وجل إلى أن رؤية المؤمنين جنات النعيم هي أعظم لذات الجنة؛ حيث يقول: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]، فقد فسَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الزيادة في الآية بأنها النظر إلى وجه الكريم، وأنه ما أعطاهم شيئًا هو أحب إليهم من النظر إليه کما رواه مسلم في صحيحه من حديث صهیب رضي الله عنه، وكما قال عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23].

لا شك عند علماء أهل السنة والجماعة أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، وإن كانوا يعتقدون أن البشر لن يروا ربهم حتى يموتوا، وإن كانت الرؤية ممكنة في الدنيا؛ ولذلك سألها موسى -عليه السلام- ولو كانت مستحيلة ما سألها.

وقد أخبر الله عز وجل أن الكفار محجوبون عن رؤية الله يوم القيامة، وقد أشار الله عز وجل إلى أن رؤية المؤمنين جنات النعيم هي أعظم لذات الجنة؛ حيث يقول: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]، فقد فسَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الزيادة في الآية بأنها النظر إلى وجه الكريم، وأنه ما أعطاهم شيئًا هو أحب إليهم من النظر إليه کما رواه مسلم في صحيحه([1]) من حديث صهیب رضي الله عنه، وكما قال عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23].

وقد روى البخاري([2]) ومسلم([3]) من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن ناسًا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «هل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا. قال: «هل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟» قالوا: لا. قال: «فإنكم ترونه كذلك». وبنحوه من حديث أبي سعيد الخدري في الصحيحين أيضَا کما روی البخاري([4]) ومسلم([5]) من حديث جرير بن عبدالله البجلي قال: كنا جلوسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: «إنكم سترون ربکم عیانًا کما ترون هذا لا تضامون في رؤيته».  

وقد حكم غير واحد من أهل العلم بأن أحاديث الرؤية متواترة، وقد روى أحاديث الرؤية نحو ثلاثين صحابيًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ([6]).

وقد ادعى بعض أهل الأهواء المنحرفين عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن رؤية الله مستحيلة في الدنيا والآخرة مستدلًا بقوله تعالى: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143]، على أن (لن) تقتضي النفي على التأبيد، وهو خطأ في فهم اللسان العربي، ولذلك قال ابن مالك صاحب الألفية رحمه الله:

ومن رأى النفي بلن مؤبدا *** فقوله اردد وسواه فاعضدا

وقد أشار القران الكريم إلى أن لن لا تفيد النفي على التأييد؛ حيث قال في اليهود: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: 94-95]، وقد أكد هذا النفي بقوله: {أَبَدًا}، ومعلوم قطعًا أن الكفار بما فيهم اليهود يتمنون الموت وهم في جهنم؛ حيث أشار الله إلى ذلك في قوله: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77]، نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته على أن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم([7]).

 

 

[1] - رقم (181).

[2] - رقم (7437).

[3] - رقم (182).

[4] - رقم (7435).

[5] - رقم (633).

[6] - ينظر: حادي الأرواح (ص296).

[7] - تهذيب التفسير وتجريد التأويل، عبد القادر شيبة الحمد 1/143-145.

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق