حكم اعتبار دخول رمضان بالتقويم لا برؤية الهلال

هؤلاء عصاة خالفوا المسلمين، وخالفوا قول رسول الله  «صومُوا لرؤيتهِ وأفطِروا لرؤيتهِ فإن غُمّ عليكم فعدّوا ثلاثينَ ثم أفطروا ولا تصوموا قبلهُ يوما». فالآن جالس رئيس مجلس القضاة والمساعدين جالسين من بعد المغرب يتربصون والبرقيات موجودة، والتليفونات موجودة، ولا يوجد قرية من قرى الجزيرة العربية إلا وفيها تليفون وتستطيع تتصل بأبيك، أو أي بلد في العالم تتصل في لحظات إذا كنت عارف الرقم تتصل فهم جالسين إلى العشاء ما جاءهم أحد يقول لهم رأينا الهلال.

بالحساب فيأتي شخص يقول كتبوا في الجريدة اليوم الهلال سيولد في الساعة الثالثة، وكذا من عصر يوم السبت، ويغيب بعد غروب الشمس بأربع دقائق، هل إذا غاب بعد الشمس بأربع دقائق هل كل عين تعرف تراه، وينعقد الصيام عليه، الصيام يوم يصوم الناس، والحج يوم يحج الناس، لو الناس ما ضبطوا هلال الحجة، وفاتتهم الرؤية أول يوم ووقفوا العاشر بدلًا من التاسع فحجهم صحيح، والذي وقف لحاله قبلها ليس له حج؛ لأن العبرة بعموم المسلمين لا بفرد واحد فأنت إن كنت ببلد أهلها رأوا الهلال صوم معهم بشرط تكون رؤية شرعية وليست بالحساب.

فالحساب أمر، لو كان الحساب صحيح مئة بالمئة التقويم عندنا في أدق بلاد العالم حرصًا على الدين أدق بلاد العالم لا شك، ولا ريب ولا نقولها مجابهه، ولا تحدي لأحد أشد بلاد العالم حرصًا على الدين التقويم الذي صدر من مدينة الملك عبد العزيز وهو تقويم أم القرى كان الأول يصدر من مكة فصار مضاف لمدينة الملك عبد العزيز ولا حتى أنا الذي صار العام الماضي، أو الذي قبله يأتي الظهر مثلًا يتأخر ثلاثة دقائق مع بعض يوم ثلاث دقائق يفرق، واليوم الثاني نصف دقيقة ثلاثة دقائق في يوم، ونصف دقيقة في يوم وكلمت أحد المسؤولين عندهم فأتيت له بتقويم العام (20،19،18) تقويمات عندي أنظر للسنة الفلانية كانت كذا، اليوم هذا في برج العقرب، أو في برج الميزان، في اليوم هذا كان الظهر على كذا، والعصر على كذا، والمغرب على كذا، ما الذي يجعله يتأخر دقيقتين، وبعدين كِيف يصير ثلاثة دقائق فكتبوا لي كتابًا بأن ما فيه خانة للثواني، لو كان في خانة للثواني كنا وضعنا الثواني.

قَدَرًا وقد رأيت مدير قبل أن أحضر بيوم من آخر أيام شعبان مدير مدينة الملك عبد العزيز، وقد ذكرت له الذي صار أخوه موجود قال صحيح، وقد عرض علي الشيخ هذه التقاويم، الحساب ما ينبغي أن يُطمئن له أبدً، وعلماء الشريعة أعرف بالشريعة من كل هؤلاء، طبعًا الذي يقول أنا أعرف الكواكب، وأدرس الكواكب، فالذي يقول النجم الفلاني يطلع فيصل ضوؤه بعد مليون سنة ضوئية، فمن قال لك ثلاثين مليون سنة ضوئية حتى تعرف أنه وصل نوره حكايات...، فلإسلام جاء بالسماحة والسهولة واليسر كما وضح لنا الله –عز وجل- ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾[البقرة: 185]. ومن السهولة أن تصوم كما يصوم الناس وتفطر كما يفطر الناس، ولو كان واحد بدوي يرعى على جبل وما عنده زوجة، ولا عيال، ولا أحد إلا أغنامه ما يحتاج لحساب، ولا شيء ينظر إن كان له عيون قوية فإن رأى الهلال يصوم، حتى لو ما رآه فلان الآخر ما عليه ليس عاصي ولا آثم، لو كان يوم تسعة الحجة بالحساب غير تسعة الحجة بالرؤية وإن ثبتت رؤية الحساب وتأكدت فالعبرة بعمل المسلمين، مادام مسلمين، وإمام المسلمين، وهيئات الشرعية للمسلمين وعلينا السمع والطاعة ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾[النحل: 9].