هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، هل يجوز التوسل بأولياء الله الصالحين

2020-04-06

هل يجوز التوسل بالنبي ، هل يجوز التوسل بأولياء الله الصالحين؟.

التوسل، والوسيلة في اللغة العربية: الحاجة.

قال عنترة:

إنَّ الرِّجالَ لهمْ إليْكِ وسيلَة ٌ**** إنْ يأْخذوكِ تكحَّلي وتخضَّبي

ذكر ذلك الألوسي في تفسيره ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾[البقرة: 189]. اطلب حاجتك من الله وحدة، واتخاذ وسطاء من البشر، أو من الملائكة، أو من الجن، اتخاذ وسطاء بينك وبين الله شرك، شرك بالله --؛ لأن يقول في الآية: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾[البقرة: 186]. لا أحتاج  إلى وسطاء، لا أحتاج إلى شفعاء، النبي محمد يضرع إلى الله -- ويقول إن صح الخبر: أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات.

 ويقول في دعائه عندما يبدأ ورده في صلاة الليل دعاء الاستفتاح «اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ قيُّومُ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ نور السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، أنتَ الحقُّ، وقولُكَ الحقُّ، ووعدك حقٌّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنّارُ حقٌّ، والنَّبيُّونَ حقٌّ، ومحمَّدٌ حقٌّ، اللَّهمَّ لَكَ أسلمتُ، وبِكَ آمنتُ، وعليْكَ توَكَّلتُ، وإليْكَ أنَبتُ، وبِكَ خاصَمتُ، وإليْكَ حاكمتُ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلَنتُ، أنتَ إلَهي لاَ إلَهَ إلّا أنتَ، اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب، والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما أُختلف فيه بالحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطك المستقيم». أنظر قال: رب جبريل، وميكائيل ما قال أسألك بجبريل، وميكائيل.

فأنت لو قلت: ربنا يا رب محمد لا تخيب رجائي فيك، يا رب أبو بكر، وعمر لا تُخيب رجائي فيك، يا رب إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق لا تخيب رجائي فيك، ما توسلت بهم، إن دعوت ربك ربهم، ومن بيده نواصيك، ونواصيهم، وأنا أذكر حديث رواه البخاري في الصحيح أقحط الناس في عهد عمر أصابهم قحط بعد موت النبي  فأمر الناس أن يخرجوا إلى مكان يجتمعون فيه في العراء يَضرعون إلى الله، وأتي بالعباس عم النبي  أمامه، مع أن عمر أفضل من العباس بدرجات ليس لها حد، عمر أفضل أصحاب محمد  بعد أبي بكر، لكنه أتى بالعباس؛ لأنه عم النبي ، وبدأ بالكلام  «اللهم إن كنا نتوسل إليك بنبيك». بمعنى أن النبي  لما كان موجود كان يدعوك ويضرع إليك، «وإنا ندعوك أن نبيك قد مات، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا». ثم يتقدم العباس، ويضرع إلى الله، ويذل إلى الله، ويستغفر الله وكأنه يخطب خطبة «فيسقون». فلو كان التوسل بالنبي جائز بعد موته لذهبوا جميعًا لعمر والصحابة للاستسقاء عند النبي ، ولم يكن أحد فعله، ولم يكن أحد توسل بنبيك.

فالتوسل بمن انتقلوا إلى الرفيق الأعلى لا يحلُ لأحد، إنما تضرع إلى ربك، فتقول رب محمد، رب إسرافيل، رب ميكائيل رب الأنبياء، والمرسلين أسألك بأسمائك الحسنى ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾[الأعراف: 180]. التوسل لله بأسمائه، أدعوا الله بأسمائه أما كونك بالصالحين! من هم الصالحين هل يوجد معك شهادة من الله بأن الموجود في القبر صالح؟!.

مذهب أهل السنة والجماعة: أننا لا نشهد لميت بجنةٍ، ولا نار إلا من شهد لهم رسول الله  فقد قال النبي : أبو بكر في الجنة. قلنا: في الجنة. قال: عمر في الجنة. قلنا: في الجنة. قال عثمان في الجنة. قلنا: في الجنة. قال: علي في الجنة. قلنا: في الجنة. قال: سعد بن أبي وقاص في الجنة. قلنا: في الجنة. بن الجراح في الجنة. قلنا: في الجنة. الذي قاله النبي  وحدده بالاسم حددناه بالاسم، مع أننا نعلم علم اليقين أن في ناس بشرهم النبي  بالجنة وليسوا معدودين في العشرة أصحاب النبي  المئة ألف اللذين كانوا معه ما ذُكر إلا عشرة وهم المبشرين بالجنة.

لكن نعلم رجل مثل فقد سأل رجل النبي  عن الصلاة «جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتّى دَنا، فَإِذا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: خَمْسُ صَلَواتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُها؟ قالَ: لا، إلّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: وصِيامُ رَمَضانَ. قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قالَ: لا، إلّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: وذَكَرَ له رَسولُ اللَّهِ ﷺ الزَّكاةَ، قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُها؟ قالَ: لا، إلّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: فأدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ على هذا ولا أنْقُصُ، فقالَ النبي  من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الأعرابي». سلام فعبد الله بن فهذا بُشر بالجنة ويمشي فالناس يقولون: هذا بشره الرسول بالجنة فهو غير مذكور في العشرة، لكن مرة يُذكر والنبي  جالس مع أصحابه يحدثهم، وإذا رجل يطلع من الناحية الشرقية من جهة البقيع ويضع نعله تحت أبطه ومتوضأ ولحيته تنقط من أثر الوضوء فجاء وصلى ركعتين، وسلم وجلس، قبل ما يطلع الرجل قال النبي : «يطلع عليكم من هذا الوجه رجلٌ من أهل الجنة». وطلع وهو (عبد الله بن سلام). 

واليوم الثاني: نفس القصة عبد الله بن عمرو وقال أنا بيني وبين أبي بعض الكلام فقال سوف أبيت عندك الليلة، وقصده من النوم أن يراقبه ويراه كيف يصنع من العمل الصالح حتى يعمل مثله، فقال له على الرحب والسعة ونام ويترقبه بعينه حتى يَعرف ما هي أعماله الذي يعملها حتى يكون من أهل الجنة؛ لأن أصحاب محمد كانوا أحرص الناس على الجنة، وأحرص الناس عن البعد عن النار، وكان أكثر ما يسألون [عن معاذ بن جبل:] كنتُ مع النَّبيِّ ﷺ في سفرٍ، فأصبحتُ يومًا قريبًا منه، ونحن نسيرُ، فقلتُ «يا رسولَ اللهِ أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ، ويُباعدُني عن النّارِ؟ قال: لقد سألتَ عن عظيمٍ». فنام عنده عبد الله بن عمرو فنام عنده وطول الليل يرقبه لكن لاحظ منه حركة فقال: «كل ما تعار من الليل ذكر الله --». عندما يتقلب على جنبه من اليمين إلى اليسار، أو على ظهره، يقول كل ما تعار من الليل ذكر الله -- عندما ينقلب يقول: لا إله إلا الله، أو يَحمد الله، أو يشكر الله يعني قلبه، ولسانه مرتبطان بالله  بذكر الله -- وقبل الفجر يصلي ركعتين ويطلع من المسجد فقال: أريد أن أبيت عندك ليلةً أخرى فقال ممكن أن يكون عنده استحياء مني أن يقوم لله في هذه الليلة، أكيد يصلي طول الليل ولذلك هو مبشر بالجنة، أو طول الليل يذكر الله، فنام عنده ليلة ثانية نفس الطريقة، واليوم الذي يليه نفس الطريقة، وليلة ثالثة نفس الطريقة، وليس بيني وبين أبي شيء يكره فقد سمعت رسول الله  ثلاث مرات لك يخرج من هذه الجهة رجل من أهل الجنة فتخرج أنت فأحببت أن أرى عملك، فقال يا أخي ما أعمل إلا ما ترى إني لا أنام وفي قلبي غلٌ لأحدٍ من المسلمين، ما أنا في قلبي غل على مسلم من مسلمين الأرض من مشارقها لمغاربها هذا حالي، فهذا نجاح كذا.

فالذي تقولون عليه من أولياء الله الصالحين هل حضرت شهادته عند الموت، لو سمعت يشهد عند الموت أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد بأنه مسلم، وكان يصلي ويصوم، صلي عليه الجنازة، وادفنه في مقابر المسلمين، وإن كان عنده ولد، أو عائلة ويتوارثون نشهد له بالإسلام، لكن ننزله الجنة! لا. نشهد أنه من أولياء الله الصالحين هذا لله وحده.

إذا كان الصحابي الذي يخدم النبي محمد  في المعركة عند بعير جاءه سهمٌ غربٌ فقتله، فقال له الناس هنيئًا له الجنة فَوَجَّهَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ إلى وادِي القُرى، حتّى إذا كانَ بوادِي القُرى، بيْنَما مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لِرَسولِ اللَّهِ ﷺ، إذا سَهْمٌ عائِرٌ فَقَتَلَهُ، فَقالَ النّاسُ: هَنِيئًا له الجَنَّةُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: «كَلّا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّ الشَّمْلَةَ الَّتي أخَذَها يَومَ خَيْبَرَ مِنَ المَغانِمِ». فقال له واحدمن الصحابة: ويخدم رسول الله عند بيت رسول الله ومن أجل شملة مثل ما يتحزمون بها يذهبون النار! فما لنا حاجة في الخلق فإذا فقد قلت كثيرًا كم من قبر يُزار وصاحبه في النار، وقلت لك عيني رأت والله يعلم ذلك قبرًا في أعلى جبل في بلاد النوبة، وسألت عنه ثم تبين أنه مسجد وقد كانت كنيسة بوقت من الأوقات أن المسجد هذا كان كنيسة بوقت من الدهر، ثم تحول لمسجد وفي قبر والناس يحضرون، ويطوفون به ويدعون وينذرون له وبعدين جئت أنا وفي يوم عيد وطالع معي طلبة من طلبة العلم صِغار، ولما طلعنا سألتهم ما هذا قالوا: هذا قبر كان يُعبد ويُزار وشربوا الخمر، تلك البلاد لا ينتهون عن شرب الخمر.

فقد عَرفت رجلًا قيل لي عنه من شدة حرصه على الخمر بدأوا يوزعون كؤوس الخمر فهو يصلي سريعًا حتى يأخذ كأس الخمر فيسكرون وهم في حالة السُكر فرجعوا على هذا فنبشوا القبر على الرجل الذي يَدعون أنه وليِ وإذا به نصراني وفوقه صليب، فسألت قبر من هذا؟ فقالوا: قبر الحسين بن علي فما الذي أحضر الحسين عندكم! قالوا عِليم ولماذا عِليم أن واحد رآه بالمنام أنه جالس بهذا المكان فبني له هذه القبة، وتجد الحسين في مصر، والحسين في الشام، والحسين في العراق ما هذا يعني قطعوه ووضعوه في كل بلد، بلاء دعاة المسلمين بسبب دعاة الباطنية اللذين نصبوا هذه المناصيب ومر (350) سنة وما مر فيها هذه الخرفات.

أتحدى أن واحد يأتي بكتاب مكتوب قبل سنة (301) أو (350 هــ) وفي كلمة كلمة مولد النبوي، أو مولد الحسين، أو مولد البدوي، ولم يوجد ذلك إلا بعد سنة (351) بعد ما جاء الخبيث الذي سمى نفسه المعز لدين الله الفاطمي وهو يهودي مجوسي مثل ما قال بن كثير في [البداية، والنهاية] وعلماء النسب متفقون على أنهم كذابون في دعوة النسب، وقال ابن خلكان: كان أبوه يهودي وأمه مجوسية، وذهب الذي يسمونه ابن ميمون القداح من سلام في الشام من جهة المغرب، وادعى أنه من أهل البيت، فمرة يقول أنا من نسل موسى الكاظم، ومرةً يقول أنا من نسل جعفر الصادق، بعد ما أوصل جوهر الصقلي العبد حقه وفتح مصر واستولى عليها، وقَعَد القواعد للقاهرة وقال المعز بعد ما استتب الأمر وأتى معه الجمال وتحمل أكياس، وقال هذه تحمل جثث آل البيت من المدينة، ومن مكة، ومن كل محال فوضع في قبر السيدة زينب، وقبر سيدنا علي، قبر السيدة نفسية، قبر السيدة فلانة، وقبر السيدة علانة ويضرعون إليهم ويتذللون لو كانوا أحياء ما نفعوكم، ولا ضروكم؛ لأنهم والعياذ بالله وقد قال النبي  لعباس هل هؤلاء داخلين الأمة أم خارجين عنها؟ «واعْلمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجتمعَتْ على أنْ يَنْفَعُوكَ بِشيءٍ لمْ يَنْفَعُوكَ إِلّا بِشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لكَ، وإنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ، لمْ يَضُرُّوكَ إِلّا بِشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفُ». 

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق