هل يُستحب دعاء الاستفتاح بعد كل تكبيرة إحرام من صلاة التهجد، أو التراويح؟

2020-04-06

هل يُستحب دعاء الاستفتاح بعد كل تكبيرة إحرام من صلاة التهجد، أو التراويح، أم أن السنة عن النبي  دعاء واحد شامل للجميع ؟.

التهجد ثبت عن النبي  إذا قام إلى الصلاةِ من الليل (التهجد) فالكثير من أهل العلم لا يطلقون اسم التهجد إلا على صلاة بعد نوم، الصلاة الغير مسبوقة بنوم لا يقال لها تهجد نسميها: قيام. فكلمة قيام ألصق تشمل التهجد الذي بعد النوم، والذي قبل النوم، كل صلاة بعد صلاة العشاء وسنتها الراتبة كل صلاة يؤديها المسلم بنية التطوع بعد صلاة العشاء وسنتها الراتبة ركعتين كل صلاة بعدها تسمى قيام سواء كانت ركعتين، أو أربع، أو ست، أو عشرة، أو ثلاثين، أو أربعين على قدر استطاعتك، لكن يُفرقون بين كلمة تراويح وبين كلمة تهجد.

هل سماها النبي  تراويح؟ لا لم يسميها. إنما سُميت تراويح؛ لأن الصحابة كانوا يجلسون لما كانوا يجتمعون في عهد عمر بن الخطاب، وليس في عهد النبي ، ولا في عهد أبي بكر -- لكن كان في عهد عمر لما جمع الرجال على إمام، والنساء على إمام يُصلون بالليل القيام في المسجد فكان يجلسون بعد كل تسليمتين بمقدار تسليمة ويسمو هذه الجلسة: ترويحة. ترويح يعني من الراحة كانوا يستريحون بمقدار ركعتين يصلون ركعتين، ثم ركعتين متتابعات وبعد أن يسلموا من الركعتين التاليتين يجلسون جلسة بمقدار ترويحة، ثم يقومون لصلاة أيضًا أربع ركعات بعدها ركعتين، ثم ركعتين، ثم يجلسون بمقدار ترويحة فسميت الصلاة كلها: صلاة التراويح. فليست لهجة نبوية أو سماها الرسول  إنما سُميت من هذه الحالة وهم كانوا يجلسون بين كل ترويحتين أو كل تسليمتين بمقدار ترويحة بمقدار تسليمة.

هذه الصلوات ولا سيما التهجد طبعًا إذا قام من الليل في الحديث الذي في الصحيح إذا قام من الليل وبدأ يُكبر تكبيرة الإحرام في الصلاة دعا بالدعاء الذي ذكرته لكم الذي كان يبدأ بقوله «اللَّهمَّ لكَ الحمدُ، أنتَ قيُّومُ السَّماواتِ والأرضِ ومَن فيهنَّ  ولكَ الحمدُ، أنتَ الحقُّ أنتَ نورُ السَّمواتِ والأرضِ ومَن فيهنَّ، ولك الحمد أنت رب السَّماوات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد لك ملك السَّماوات والأرض ومَن فيهن، ولك الحمد اللهم أنت ملك السَّماوات والأرض، اللهم أنت الحق، وقولك الحق ووعدُك الحقُّ، ولِقاؤُك الحقُّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنّارُ حقٌّ والنبيون حق، ومحمدٌ حق، والسّاعةُ حقٌّ، اللَّهمَّ لكَ أسلَمتُ، وبكَ آمَنتُ، وعليكَ توكَّلتُ، وإليكَ أنَبتُ، ولكَ خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ، أنتَ المُقدم، وأنت المؤخر إلهَ إلّا أنتَ اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبًادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، الله اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها الأخلاق إلا أنت، واصرف عني سيئها، فإنه لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشرُ ليس إليك أنا بك وإليك أستغفرك من كل ذنبٍ وأتوب إليك». هذه صيغة.

وقد ورد أنه كان يقول أحيانًا: «سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ وتباركَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلهَ غيرُكَ». هذه من صيغ الاستفتاح للتهجد المعروف أن الوِرد الذي قرأته الطويل لا يكون إلا بعد تكبيرة الإحرام فقط، وطبعًا بعد كل تكبيرة ليس فيه إلا تكبيرة الدخول في الركعة الأولى من الركعتين التي تصليهم ثم تسلم ثم تقوم لركعتين لمثلهم عائشة كانت تقول: «كان يُصلي أربعًا». يعني: اثنين اثنين «فلا تَسأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يُصلِّي أربعًا فلا تَسأَلْ عن حُسْنِهِنَّ، وطُولِهِنَّ، ثم يوتر بثلاث».

أما في الركعة الثانية ليس في دعاء وإنما هل يتعوذ من الشيطان الرجيم بعد كل تكبيرة؟ فإذا أردت الصلاة بعد أن قرأت دعاء الاستفتاح في الركعة الأولى وبدأت تقرأ قرآن تقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم بسم الله الرحمن الرحيم إن كان من أول السورة، وإن كان ليس من أول السورة فلا تقول بسم الله الرحمن الرحيم تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم تقرأ بدون بسملة إذا كانت القراءة من نصف السورة، أو من جزء سورة، فإن كان من أول السورة تقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم بعد ذلك إذا انتهيت وبدأت تقرأ القرآن الذي بعد فاتحة الكتاب ما تحتاج تعوذ فهذه لا أعلم فيها خلاف، ثم إذا قمت إلى الركعة الثانية هذه ما فيها دعاء الاستفتاح، وإنما فيها هل تقرأ أن تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم بعد قيامك من الركعة الثانية جماعات من أهل العلم يقولون: لا. الاستعادة بالله في أول الصلاة تكفي بقية الصلاة وهؤلاء كثيرين جدًا من أهل العلم على أن كل القرآن الذي تقرأه في ركعتيك يكفيك التعوذ واحد في الركعة الأولى.

وذهب جماعة من أهل العلم اخترت الذي اختاره وهو إذا قمت من الركعة إلى الركعة الثانية قبل ما أقرأ أقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. يعني أكررها مع كل تلاوة يعني مع ابتداء كل تلاوة القراءة واحدة الفاتحة والسورة إذا كنت تقرأ آية بعدها هذه قراءة واحدة يعني تعوذ واحد.

لماذا أنا أخترت المذهب الذي يقول: أتعوذ عند أول كل ركعة؟!؛ لأن الله يقول: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾[النحل: 98]. وهذه تتكرر بتكرر قراءة القرآن، لكن إذا قرأت القرآن في الركعة الواحدة قراءة واحدة سواء تعددت، أو قرأت فاتحة الكتاب وتقرأ بعدها ما شاء الله أن تقرأ يكفي تعوذ واحد عند أول القراءة؛ لأنه يقول: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾[النحل: 98]. ومعنى ذلك عند ابتداء كل قراءة ينبغي للمسلم حتى لا يقع فريسة للشيطان وهو يقرأ يتعوذ بالله عند كل قراءة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليحصنه الله، وليحفظه الله من همزات الشياطين ونفخه؛ لأنه ما يتركك فمجرد تقرأ الآية يتشرق بك ويغرب وتدور معانيها يعني حتى يُفسد عليك الصلاة، وحتى لا تتدري العدد الذي صليته، فتعوذ به في كل أول كل ركعة وهو مذهب جماعات من أهل العلم هذا بالنسبة للتعوذ.

أما بالنسبة للاستفتاح الصيغة الطويلة التي قرأتها إنما تكون عند أول القيام فقط، ثم بعد ذلك إن شئت قلت في كل ركعة بعدها: «سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ وتباركَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلهَ غيرُكَ». فهي لليل ما فيها كلام في الأصل، أو تقرأ «كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إذا كبَّرَ سَكَتَ بينَ التَّكبيرِ والقراءةِ، قالَ: فقُلتُ: بأبي أنتَ وأمِّي، أرأيتَ سُكوتَكَ بينَ التَّكبيرِ والقراءةِ، فأخبِرني ما تَقولُ، قالَ: أقولُ: اللَّهُمَّ باعِد بَيني وبينَ خطايايَ، كما باعَدتَ بينَ المشرقِ والمغرِبِ، اللَّهمَّ نقِّني من خطايايَ، كالثَّوبِ الأبيضِ منَ الدَّنسِ، اللَّهمَّ اغسِلني من خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبردِ».     

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق