أنا رجل شيبة وأحلق لحيتي، وشاربي، وأنا أصلع وألبس (باروكة) هل يجوز ذلك؟

2020-04-06

ما رأيكم في الحوار فقد كَثر الحديث عنه هذه الأيام والناس فيه على طرفي نقيض فمنهم من يرفضه ومنهم من يُدافع عنه ... إلخ.

كلمة حوار طبعًا عندنا في هذه الأيام ذكر ولي عهد المملكة طلب الحوار، وعملوا  11:15 وطبعًا الهدف هو عدم تشتيت أهل الوطن الواحد ما يقدر عاقل في الدنيا يقول أنه مذهب واحد أهل المملكة، أو أهل أي بلد في العالم أهل وطن يعني لهم دولة مستقلة وطن، لكن هذا الوطن الواحد هل هم على مذهب واحد؟ لا. فإن قلنا: نعم على مذهب واحد نكون خلطنا الحق، فكون الناس على مذاهب أهل الوطن الواحد هذا من مذهب واحد ما يصير الناس على مذهب واحد، لكن لعل المراد من هذا الحوار ألا يقاتل بعضهم بعضًا، وألا يتنافر بعضهم مع بعض، وقد سألني شخص في التلفزيون في (M.B.C)  وقال: ما رأيك أنا سمعتك تفتي واحد بزواج واحد سني بامرأة غير سنية لا يجوز، وقولك لا يجوز يُفرق عامة المسلمين، وكان هذا الكلام مُذاع للعالم، ووصل في الحوار إلى أن وصل الكلام أن قال: بيني وبينك يوم القيامة.

فقلت له: هل انتهيت من كلامك؟ قال: نعم انتهيت. فقلت له: ما تريد؟ لو واحد قال: لا إله إلا علي بن أبي طالب، وآخر قال: لا إله إلا الحاكم العبيدي، وواحد يقول: لا إله إلا حيدرة الأمزع البطيء، وقال لا رسول إليه إلا الصادق الأمين، وقال: لا سبيل إليه إلا سلمان القوة المتين فإذا واحد قال ذلك، وواحد قال: لا إله إلا الحاكم العبيدي الذي يسموه: الحاكم بأمره المجنون اليهودي العبيدي والناس عبدوه وقالوا لا إله إلا هو، لا إله إلا مولانا الحاكم فرقة من الناس يعلنون ذلك، ويتباهون بذلك ما يقدر ينكر هذا لو قطعنا، وواحد يقول أن الآلهة سبعة، أو ثلاثين يعني الناس قد يكسبون إثمًا ويقولون: الآلهة بعدد أيام رمضان، وجماعة يقولون: لا إله إلا حيدرة فأحيانًا يقولون الآلهة خمسة وليس واحد يقولون الإله علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ومحسن!، يقولون: علي له ولد صغير صار اسمه محسن وصار من الآلهة الخمس.

أيها السائل تبغى أقول كلهم مسلمين وأنا مسلم معهم! وإنما أول دعوة دعاها النبيون مع محمد  أنه لا إله إلا الله ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل: 36]. ﴿هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾[غافر: 65]. ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ  وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾[الزمر: 11-12]. ما الذي تريدوه مننا؟! إما تريدون نتحول لمذهبكم ونترك مذهبنا، هذا يمكن طلب لكم أن نلغي مذهبنا الذي نعيش عليه، ونحيا عليه، ونموت عليه ونذهب لمذهبكم هذا رأي، أو تبغون أن تتركوا مذهبكم وتأتون عندنا ما ظننتم؟ أقول له ذلك سنة (119 هــ) ونحن مذهبنا موجود مع وجود النبي محمد من يوم بُعث وهذا مذهبنا في الله في الذات الإلهية أسماء الله، صفات الله الحسنى، أركان الإيمان الستة، أركان الإسلام الخمسة كل هذا مذهبنا، فأنتم تعيشون عندنا من مئات السنين هل ظلمناكم؟ هل استبحنا أموالكم؟ هل استحللنا أعراضكم، ونسائكم؟ هل قاتلناكم؟ هل منعناكم من حق لكم؟ ما منعناكم فأنت ظنك لا تؤمن بالله، ولا الدار الآخرة أنت تقول القيامة هل آمنت بالقيامة؟! لو كنت آمنت بالقيامة لكان من باب أولى أن تؤمن بالرسل جميعهم جاء بجناب التوحيد ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾[هود: 2]. فمن الأشخاص يعبد نجوم، ويعبد النجوم، ومن يعبد سبعة كواكب، فأصلًا لا يعترف بالإسلام السياسة التي تجعل الناس أن يقولوا: أنهم مسلمين هذه واحدة.

نحن ننذركم من مسألة الحوار هل القرآن من ألفهِ لياءهِ ما جاء ليُبين طريق الهدى من طريق الضلال وينادي اليهود، وينادي النصارى  ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾[ال عمران: 64]. إن أتيتم فأهلًا بكم، وإن انصرفتم عنا فنحن مع ربنا لا نعبد إلا الله وكان كل كتاب يرسله النبي  إلى رؤساء الدول إلى المقوقس عظيم القبط السلام على من الهدى أما بعد:- أسلم تسلم ويأتيك أجرك مرتين 17:50  ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾[ال عمران: 64]. هذا حوار.

لما جاء نصارى نجران ادعوا أن القرآن الذي نزل على محمد  وقد أخبر الله أن عيسى روح منه فمعناه أن عيسى فيه جزء من الألوهية!! ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ﴾[النساء: 171]. ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ  رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ  وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾[ال عمران: 52-54]. المسلمين اللذين أقروا ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾[ال عمران: 55]. ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ  فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾[ال عمران: 59-61]. هذا حوار.

وقد كنا في الأزهر ندرس مادة من دروس الأزهر (17) اسمها: [أدب البحث والمناظرة]، ولا أُجيز لأحد يدخل في حوارًا إلا أن يكون خبيرًا بها سواء كان الذي ادعوه محقًا، أو كان مبطلًا، لا أجيز لأحدٍ يُشارك في حوار فلا نأتي بجماعة بمذهب خبيث، أو رديء وندعوهم للحوار ويكون هم يرون أننا على حق وهم على باطل، فالحوار له مادة معينة كانت تُدرس في الأزهر ونحض الناس في عصرنا هذا على قراءة كتب الحوار تسمى: بأدب البحث والمناظرة، بمعنى كيف تحدث المناظرة؟ هناك قواعد لأدب البحث والمناظرة منها: أن يجتمع المتحاورون على قاعدة يتفقون عليها قبل البدء في الحوار سواءٌ كانوا أعداءً أضدادًا أولياء مع بعض يكونوا يعرفون كيفية الطريقة التي يُرجع إليها عند الاختلاف، فمثلًا قبل ما نبدأ الحوار نقول: لو اختلفنا في شيء نأخذ مذهبنا الذي نتمسك به، أم مذهبكم الذي تتمسكون به؟! نتحاور. فنحن مُقرين بأن لهم مذهب غير مذهبنا، وهم مُقرين بأن مذهبنا غير مذهبهم فلابد من قاعدة يتفق عليها الجميع أنه إذا حدث اختلاف فنتبع القاعدة القرآنية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء: 59]. فهذه قاعدة مُسلمة ما لم يأمر ولي الأمر بالزنا، أو سرقة، أو قتل فهذا لا يُطاع، إنما مادام إن كان يأمرنا بما ينفع العباد والبلاد بما لا يُخالف شريعة الله يتحتم علينا أن ننفذ له الكلام سرًا وعلنًا في الغيب والشهادة قال -تعالى-: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾[النساء: 59]. ترجعون إليه فتتفقون عليه، فعند الحوار ينبغي أن يكون في قاعدة يلجؤون إليها عند التنازع في أي مسألة، ففي أي مسألة حدث فيها تنازع، أو تباحث نرجع للمنهج أنتم عندكم دليل فأتوا به، "إن كنت مُدعيًا فالدليل، وإن كنت ناقلًا فعليك إثبات النقل". بمعنى أنت تأتي بالدعوة من عندك فما دليلك؟ فإن لم يكن عندك دليل تقول: لقد نقلت عن الشيخ الفلاني هذا كلامه عليك أن تثبت كلامه، وهو المطالب بالدليل لا أنت صاحب الحوار الأول فلابد في كل حوار أن يرجع المتحاورون إلى قاعدة هذه القاعدة يكون كلهم متفقون عليها، فإذا لم يتفقوا على قاعدة فلم يطلع بنتيجة أبدًا تتضيع وقت بلا ثمرة.

أما إذا كان يرجعون إلى قاعدة ويتفقون عليها مادموا لا يريدون إلا الحق، فأنا أريد الحق أينما كان قد أكون مخطًأ فأنت إذا نبهتني لدليل ثم تبين أن هذا الدليل ثابت عن المرجع الذي اتفقنا عليه، فعندنا قاعدة ما أحد يقول أنا مسلم إلا يُلزم إلزام بكتاب الله وسنة رسوله .

فإن كان لا يؤمن بكتاب الله ويقولون: أنه ليس بقرآن، وهو جزء مُبدل كتبه أتباع محمد، إذًا نحن متفقون وما الذي يردنا كما قال الشاعر العربي:

أنت سائق وأنا مائق **** فمتى نتفق

 فأنت تريد شيء، وأنا أريد شيء فلا نتفق، لكن إن كنا رجع ومرادنا الحق وبيان الحق من حيث هو حق دليل واضح اللذين يريدون إسلامًا بغير القرآن فليسوا مسلمين، واللذين يريدون إسلامًا بغير هدي محمدًا  ما هم مسلمين، فاللذين يريدون إسلامًا بلا إيمان بالله، وإيمان بالنبي محمد فليسوا مسلمين ما ينفع نحاورهم، فنقول لهم: ما هي أكبر الدلة عندكم أحضروها فأنا إن كنت من أهل الخبرة فأبين من قال لكم هذا الكلام ومتى قاله وما هو أصله وفصله؟ وهل الذي قاله معروف بالكذب، أم هو صادق معروف بالصدق.

عندنا ما أعلم أمةً من الأمم حرصت على أن تتأكد وتتوثق، وتتحقق من صدق ما هي عليه مثل أمة محمد من أهل السنة والجماعة، فأتي بالتوراة، والإنجيل، فالبابا الموجود في روما يدعي أنه يؤمن بالتوراة والإنجيل فنقول له: أثبت سند، أو دليل واحد يدل على إثبات شريعتكم وأنا جالس الآن في مسجد النبي محمد  وأثق بأنه لا يستطيع؛ لأن ما عنده سند، ولا عند غيرنا سند غير أهل السنة والجماعة هذه كتبهم فلعل يأتي أحد بسند صحيح للذي ينتهي إليه السند 26:59 حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن [عن أنس بن مالك]: «كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ ليسَ بالطَّوِيلِ البائِنِ، ولا بالقَصِيرِ، وليسَ بالأبْيَضِ الأمْهَقِ، وليسَ بالآدَمِ، وليسَ بالجَعْدِ القَطَطِ، ولا بالسَّبْطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ على رَأْسِ أرْبَعِينَ سَنَةً، فأقامَ بمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وتَوَفّاهُ اللَّهُ على رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وليسَ في رَأْسِهِ ولِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضاءَ». فهذا الحديث في البخاري، ومسلم، أبي داود، وفي كل الكتب أهل الحديث هذا دليل فمن يأتي بحديث مثله، أو يناقضه، فإن أتى حديث بسند مثله الذي رويته وقد تناقضنا إلى يومي هذا ما وقفت على حديثين صحيحين متساويين في الألفاظ والنصوص ثبتا وتعارضا إلى يومي هذا، في مستند واحد، أو في القوة على الأقل فالمقصود بالقوة: قوة رجاله مستوى واحد في قوته، فعندنا قسمنا الحديث إلى متواتر ليس عند غيرنا فأنا أتحدى أن يكون عند غيرنا القواعد الموجودة عندنا، فإذا قرأت علم الحديث دراية وهو [أصول علم الحديث] فتجد أقسام الحديث إلى:

  • متواتر.

  • ومشهور.

  • وآحاد.

والأول ينقسم إلى قسمين: متواتر، وآحاد.

والمتواتر: هو "ما يرويه جمعٌ ضابطٌ من أول السند عن جمعٍ، عن جمعٍ، عن جمعٍ تُحيل العادة عن تواطأهم على أول السند إلى منتهاه". وهو قطعي من أقطع الأدلة أي أقوها.

أما حديث الآحاد: ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

  • فرد غريب.

  • ومشهور، أو عزيز.

  • ومستفيض.

فما يرويه شخصٌ عن شخصٍ من أول السند إلى منتهاه، كما قال صاحب البيقونية:

فالأول الصحيح يرويه عدلٌ ضابطٌ عن مثله معتمدًا في حفظه وضبطه ونقله.

يعني من أول السند إلى منتهاه فهذا الصحيح.

والحسن المعروف طرقًا 

والحسن الخفيف ضبطًا إذ غدت
 

 

رجاله لا كالصحيح اشتهرت
 

ومسلم في مقدمة كتابه الصحيح  يقول: "إن كنت الذي سألتني أجمع لك جملة من أخبار الرسول  فالذي سألتني عنه أنا أول من ينتفع به، لكن الهجوم على الكثير قبل ضبط القليل مما يفوت الفائدة على صاحبها، وقد قسمت الناس إلى ثلاثة أقسام: طبقات علماء الحديث فأول طبقة اشتهرت بالحفظ، والضبط، والإتقان مثل فلان". فهو يقول ذلك في أول الصحيح "وفلان، وفلان".

"وثاني طبقةٌ يشملها اسم الحفظ لكنها دون الأولين في الضبط، والحفظ، والإتقان فيقول أنا لو بحثت عن حديث أبحث في الرجال الطبقة الأولى، الطبقة الثالثة اسم الحفظ لا يشملهم مثل فلان، وفلان". هذا مسلم يقول في أول الكتاب وقبل أن يقول الكلام الذي أقوله قال: وقد تحدثت عائشة عن رسول الله قال: «أنزلوا الناس منزالهم». يعني: إعطاء كل واحد حقه من الضبط والإتقان، فلا يقال عن الضابط غير ضابط، ولا يقال على غير الحافظ بأنه حافظ، وأنا قد قسمت الناس على هذه التقاسيم فإذا بحثت على الحديث أبحث على الطبقة الأولى من الحفظ، والإتقان فإن وجدت الحديث عندهم أخذته فإن لم أجده انتقل إلى الطبقة الثانية، فإن لم أجده لا انتقل إلى الطبقة الثالثة لا أروي عنه لذلك صار عند المحدثين وهو مسلم، لكن البخاري أعلى منه المغاربة يُقدمون مسلم على البخاري في الحفظ ويتنازعون هل مسلم أفضل، أم البخاري أفضل؟ فيقول واحدمن أهل العلم:

قالوا: لمسلم فضل
 

 

قلت: البخاري أعلى
 

قالوا: المكرر فيه
 

 

قلت: المكرر أحلى
 

  بمعنى: أن السكر المكرر أحلى من السكر الغير مكرر؛ لأن البخاري يقطع الحديث مسلم لا يُقطع الحديث، فمسلم يجمع الأحاديث المتفقة في مسألة بمحل واحد، أما البخاري قد يأتي في الحديث في موضع من أجل كلمةٍ فيه، ويًورده في موضع ثاني من أجل كلمةٍ في ذلك الموضع، ومسلم يقطعه كل جملة يأتي بها في محل فهي كافية في محلها 

قالوا: لمسلم فضل
 

 

قلت: البخاري أعلى
 

قالوا: المكرر فيه
 

 

قلت: المكرر أحلى
 

وكما قالوا:

تشاجر قومٌ في البخاري ومسلمٍ
 

 

لديّ وقالوا: أيَّ ذينِ تقدمُ
 

فقلت: لقد فاق البخاريُّ صحةً
 

 

كما فاق في حُسن الصناعة مسلم



 

 مسلمُ
 

مسلم في صناعة الحديث مُقدم على البخاري والبخاري في حفظ الحديث، وفي ألفاظ الحديث، وفي تقسيمات الحديث أفضل من مسلم ويقول حبيب الله ورسوله : «فمَن كذبَ عليَّ مُتعمِّدًا فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النّارِ». «فرب مبلغ فقهٍ خير من سامع». ممكن يكون شخص سمع الحديث من الرسول  بالضبط بالحروف وبلغه لواحد فيصير الذي بلغه الحديث أفقه بهذا الحديث من الذي سمعه لقوله :  «رُب مُبلغٍ أوعى من سامع». بمعنى يكون فهم الحديث من الذي فهمه الأول، فإذا كان اللفظ محتمل يختلف فيه الناس.

ولما قال النبي  يوم قريظة بعد الأحزاب: «لا يُصلِّينَّ أحدٌ منكمُ العصرَ إلّا في بَني قُرَيْظةَ». وخرج الناس ما بين الظهر، والعصر متجهين إلى الحارة الشرقية مع الجنوب قليلًا جبل قريظة وقد قال النبي : «لا يُصلِّينَّ أحدٌ منكمُ العصرَ إلّا في بَني قُرَيْظةَ». فقد رأى جماعة أثناء السير أن الشمس بدأت تميل للغروب فقالوا: ننزل للصلاة. فقال الآخر: لا تُصلوا حتى تَصلوا قريظة وقد قال النبي : «لا يُصلِّينَّ أحدٌ منكمُ العصرَ إلّا في بَني قُرَيْظةَ». واختلفوا فجماعة قالوا: قصد النبي  الإسراع فالنبي لما قال: «لا يُصلِّينَّ أحدٌ منكمُ العصرَ إلّا في بَني قُرَيْظةَ». من أجل السرعة، ولكن قد يضيع علينا العصر فنصليه الآن في  وقته قبل ما نصل قريظة فصلى جماعة في الطريق، وجماعة لم يُصلوا ولم يُعنف رسول  واحدًا منهما، فهؤلاء اجتهدوا وأصابوا، وهؤلاء اجتهدوا وأصابوا يحتمل الوجهين.

فينبغي لنا عند الحوار نقرأ علم البحث والمناظرة حتى نصير مثل الذي يؤذن في (مالطة) بالصحراء فالذي يؤذن في الصحراء ما عنده واحد يأتيه ويراه، فينبغي للإنسان أن يحرص على أن يستفيد من اجتماعه فإذا أردت الحوار فاستعد له، ونحدد الذي نتحاور فيه ونتفق.

أما حُب الوطن والدفاع على الوطن هذا الوطن محكوم عليه ولي أمر المسلمين، وعليه مسؤولين يضبطون الأمور فلا تأخذ حق أحد، ولا تؤذي أحد بغض النظر عن لونه، ودينه، ومذهبه، وحاله لا تظلموا، لا تأكل ماله لا تعتدي على نساءه، لا تعرضه لأذى حافظ عليه، انفعه إن استطعت فإن كان عارٍ فأكسه، فإن كان جائع أطعمه، إن كان عطشان اسقيه ما عليك، طالما تقول وطني ينبغي أن يكون أعم من هذا أيضًا تحب كل المسلمين في كل مشارق الأرض، ومغاربها أهلنا وإخوانا، فكل البلاد أخوانا بغض النظر عن اللون، لكن بالنسبة للوطن في الجزيرة، أو اتباع الملك فهد فالذي يقولون عليه يُنفذ ما عدا معصية الله فيقول: "احسنوا على من ليس على دينا". فيقولون: مذهبنا ودينا، فالنبي أمرنا أن نُحسن للأسير المشرك الذي كان يريد قتل المسلمين! وهؤلاء لم يقتلوا ولا 37:36 والطريق طويل، مئات السنين وأنتم تعيشون عندنا، ونحن نعيش جواركم فهل صار من مقاتلة منا لكم؟! والتاريخ موجود فإذا كان حصل من فرضيات كان واحد منهم يتعدى على ابنك، أو أخوك وتُشهد جماعة يتعدون فلا يُحكم بها على شعب، ولا ينبغي على أهل وطن أبدًا، فغيرنا عندما يحكم جماعة سكانها من أهل السنة ثلاثة ملايين ومن عام (79 مــ) هدموا جميع مساجد أهل السنة فخمسين سنة الآن فلا يوجد لثلاثة ملايين لهذه للمدينة التي بُنيت هذه مسجد واحد، وكان لهم مساجد كثيرة، وكانوا أهل البلد قبل هؤلاء كان أهل البلد هؤلاء تطورت الأيام وتكاثروا، ولما تكاثروا ووصلهم سلطان للمذهب الخاص بهم هدموا جميع مساجد أهل السنة، وأتحدى أن يكون لأحد مسجد الآن وأنظر للعراق الآن وقد هدمت مساجد أهل السنة ويأتي شخص يرتدي عمامة ويدعي قائلًا هذا مذهب ابن تيمية الذي يُكفر، مسجد ابن تيمية، ولا ابن حنيفة عندنا رسول فهؤلاء علماء يخطؤون ويصيبون فنحن نتبع محمد  وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وجميع أصحاب محمد ما فيهم دنيء رجالًا، ونساء ليس فيهم دنيء ما هدم فيهم مسجد أبدًا ما يدعون أن أهل السنة عندما حكموا غيرهم هدموا مساجدهم وغيرهم مجرد أن يحكم يهدم مساجدنا، يعني الفرق كبير بين قومٍ يؤمنون بالله وكتابه ورسوله ويُحسنون إلى الناس مؤمنهم وكافرهم، وعدوهم، وصديقهم، وبعيدهم هذا مذهبنا فلماذا كانوا يشتكون منا؟!.

وقد قال أحد الناس: إن الله قد نفع الناس بكلامك هذا من هذه الطوائف وعرفوا أن مذهبكم هو الحق وأنا أعي ما أقول مالي دخل بالناس أنا الذي علي أقول كلمة الحق بقدر طاقتي وأسأل الله أن يثبتني عليها ويعينني عليها، وألا أخاف في الله لومة لائم، إنما علي قول الحق، إن سُئلت أجابت بها، وإن ما سألني فأقول الحمد لله عافاني الله من السؤال، فإن سألني تعين علي الإجابة، وإن ما سألني فأنا ساكت أنا لا اذهب أدعوا ضد زيد، أو عمرو من الناس ليسوا من مهمتي مع أنه مطلوب مني في الأصل «فَقالَ عَلِيٌّ: يا رَسولَ اللَّهِ، أُقاتِلُهُمْ حتّى يَكونُوا مِثْلَنا؟ فَقالَ: انْفُذْ على رِسْلِكَ حتّى تَنْزِلَ بساحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم مِن حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَواللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ».  

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق