نسمع كثيرًا عن العلمانية فما هي العلمانية؟.

2020-04-06

نسمع كثيرًا عن العلمانية فما هي العلمانية؟.

في الواقع هذه من الأسماء المغلوطة، في أسماء انتشرت في عصرنا ما كان الأولين يعرفونها فمن ستين سنة تقريبًا لم تكن كلمة علمانية موجودة في أي كتاب من كتب العرب لا الكتب الدينية، ولا الكتب الدنيوية، كلمة (علمانية) ما كانت موجودة البته، والعرب لا يعرفون مثل هذا الوزن في الكلام علماني جهلاني ما كانوا يعرفون ذلك، العرب تقول علمية، جاهلية، جهل سموها جاهلية، أما كلمة علمانية فهذه مخترعة من الغرب للإنسان الذي لا يستمسك بدينه البتة بمعنى أنه لا يعبأ ولا يهتم، فكان غاندي كان يقول: صلوا ويصلي في مساجد المسلمين وغيرها فيقرأ جزء من الفاتحة، وجزء من الإنجيل، وجزء من التوراة، وجزء من كتاب بوذا يبدأ يجمع ويعتقد أن هذا يُرضي الجميع فالعلماني عندهم الذي لا يتقيد بدين يسمونه علماني، والمفروض أن يسموه الجاهلي كما أطلق العرب الجاهلية، أما العلمانية فهم ضد العلم وأهله، العلم الذي لا ينفعك لدينك، ودنياك ليس بعلم.

وفي إحدى المرات حضرت محاورة بين شخصين عالم مسلم معروف عندنا وشخص سوري فقال العلمان هم أهل العلم ويعرفون، فقال له: كيف؟ أنتم عندكم علم الذي يسمي نفسه علماني لهذا الشيخ الكبير أنتم لا تعرفون إن جلسنا تحت الشجرة وتحركت نعرف طريقتها، وطريقة فوائدها وأوراقها، نحن عندنا معلومات في التفسير لم يقرأها أحد وقد تفردنا نحن بقراءتها فتفسيرنا في آية ﴿مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ﴾[النور: 35]. أن شجر الزيتون كله خير، الورق فيه خير، الورق إذا حرقته يصير أفضل أنواع الصابون على الحرير، فإذا حرقته وغسلت به ملابس الصوف، أو الحرير يصير أجل مما يصير، ويوجد حيوان اسمه: (السمندل) وهو معروف في جنوب شرق آسيا وكان في البلاد العربية أيضًا يقولون: هذا الحيوان له فروة فإذا أخذت الفروة وصنعت منها مناديل إذا تسخت أشعل النار وألقه في النار يرجع وكأنه جديد ﴿ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ﴾[ال عمران: 58]. فالعلماني يدعي العلم فأنا درست في كلية دار العلوم، وحصلت على دكتوراه في كذا، وفي كذا ويظهر في قناة الجزيرة التي تفتح بابها لكل من يطعن في الإسلام وكل من 4:17 المسلمين.

أما المستشرقون فهم جماعة من أوروبا وغيرها خصصوا أنفسهم لدارسة الإسلام استغراب كما يوجد عندنا استغراب يعني أولادنا تذهب ويعودون مغاربة ومعنى مغاربة ليس أنهم من تونس، والمغرب، ومراكش مغاربة يعني أوربا، وروسيا، وأمريكا يعني يرجعون مستغربين عكس المستشرقين فهم يأتون ليفسدوا ديننا، وأولادنا يذهبون ليأخذوا دروس يرجعوهم وقد فُتنوا دينًا، ودنيا، وتمتلئ قلوبهم ببغض العرب والمسلمين والبلاد العربية وحتى آبائهم.

وكنت أعرف شخص لما رجع من أمريكا وكان والده رجل فقير وكان يجمع له المال حتى ينفق عليه في الدراسة في أمريكا فلما جاء الولد فقام له والده حفل كبير ويجمع فيه زملائه فقال لوالده: لا تحضر في الحفلة. فيتوهم الولد أن والده أصبح عار عليه، فهذا مثال من الأمثلة وحدث كثير جدًا بمجرد أن يأتي يتعالى، ويتكبر على والديه، وعلى قريته.

المستشرقون يأتون ويفرح بهم الناس وأنا أضرب بهم مثلًا فقد قابلت الشيخ/ محمد سبيلي خطيب مسجد الحرام، وكان يُدرس معي في معهد دُريد، وقد عزمني على قهوة ليلًا ومعي شخص يدرس في تاريخ في معهد دريد العلمي عام (77 هــ) وجالسين على القهوة فأخذ هذا مدرس التاريخ هذا وهو مصري يمدح واحد مستشرق اسمه/ محمد أسد وقال: أنا هذا الرجل خدم الإسلام ما لم يخدمه عالم من علماء الإسلام أمام محمد سبيلي وهو حي موجود الآن، فقلت: ما هذا محمد أسد؟! عمرك لا تمدح مستشرق أمامي أبدًا أنا لا أطيق أن شخص مسلم يمدح مستشرق، ولكن إن كان عندك كتاب له فأحضره الذي تمدحه حتى أبين لك أمور، فذهب وأحضر الكتاب حوالي: (670) صفحة وكنا موجودين في القهوة قلت: إن شاء الله الفجر أحضر لكم نتيجته وأسهر عليه وانتهي منه الفجر، وأجد فيه أن الرجل يهودي نمساوي وهذا مثال للمستشرقين عامةً، ويُعد هذا خَيِّر إن كان فيه خير كان صحفي نمساوي خاله مدير الوكالة اليهودية في فلسطين التي تُجمع اليهوديين من شتات العالم لاحتلال أرض فلسين، فطلب خاله منه أن ينتقل معه، وهذا كلامه الذي كتبه هو في مقدمة الكتاب يسمى: الكتاب [الطريق إلى مكة]، ولما طُبعت نسخة ثانية سماها: [الطريق للإسلام] ثم ارتد عليها، المهم قال لخاله: أنا لا أستطيع أن أحضر لفلسطين، ثم ذهب للعراق ودخل في الجيش الإنجليزي العراقي وتعرف على شخص شمبري اسمه/ زيد، وقال: يا زيد أنا أريد أزور مكة قال له: مكة لا يدخلها إلا المسلمون قال: أنا أسلم أنا وزوجتي قال: أسلم وأنا أذهب بك لمكة فأسلم هو وزوجته وكان يخدم هو وزوجته في الجيش الأمريكي في العراق ماتت المرأة في الطريق ووصل الرجل للمكة مع زيد الشمبري، وقد لبس الملابس العربية ونمساوي الملامح.

يقول: وبينما أنا جالس في مكتبة المسجد الحرام وقد دخل علينا الإمام/ فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- وقال: من أنت؟ قلت: أنا صحفي نمساوي اسمي/ جولي بولد. والآن اسمي/ محمد أسد قال: هل راءاك الملك عبد العزي؟ قلت ما رآني الملك عبد العزيز فقال هو أتى معي ليراك، ففرح الملك عبد العزيز عندما رآني باعتباري رجل أوروبي وأكتب عن المملكة الملك عبد العزيز يريد واحد يكون من خارج المملكة يكتب عن المملكة حتى الناس يعرفوا ما هي المملكة، وأعطاني جملين، وأعطاني نفقة، وأعطاني كتابًا وقال: سِير أنت آمن في بلاد المملكة العربية السعودية فتوجهنا إلى الشمال، ونحن في الشمال هذه المذنبات النجوم التي يرمى بها أن هذه المذنبات فلما رآه زيد تمتم زيدُ بكلمات، قلت: ما هذا يا زيد؟ قال: هذا يُرمى بها الشياطين. قلت: هذه خرافة لا يعرفها إلا العرب. وقد جاء وصفها في القرآن العظيم ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ  وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ  لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ﴾[الصافات: 6-8]. ورغم هذا الإثبات القرآني النصي القطعي واضح يقول عليه: خرافة!!. مع أن الأوروبيين، الأمريكان، والروس من أشد الناس خرافةً على الإطلاق، كل شيء خرافة عندهم، فوضعت خط أحمر تحت جملته.

ويقول: عندما انتهينا من الشمال، واتجهنا إلى بلاد الجنوب في المملكة؛ فلابد أن تستعين بدليل من أهل الجنوب؛ لأن زيد شمبري من أهل الشمال ولا يعرف الجنوب، فاضطررنا للبحث عن دليل بدوي من أهل الجنوب وعثرنا عليه، وأخذناه عمل له عنوان هل تذكر ذكر قصة الشيطان النجدي؟ أنا ناسي هل يا ترى هو يقول: الشيطان البدوي، أو يقول: الشيطان النجدي؟ العنوان من سنة (84 م) ما قرأته إلى الآن فالقراءة الأولى قديمة، وقد قرأته على الشيخ ابن باز –رحمه الله- وكان له سبب عظيم لما قرأته عليه هذا الكلام، فناسي هل قال: الشيطان البدوي، أم قال: الشيطان النجدي.

وما هي قصة الشيطان البدوي؟ قال: عندما اتجهنا إلى الجنوب ظهر لنا حيوان عجيب ونحن نسير بين الجبال فأخرجت الكاميرا لالتقاط صورة له فضرب البدوي على يدي وقال: لا أسمح لك أبدًا أن تصور ذوات الأرواح فإنه لا يحل لمسلم أن يصور ذوات الأرواح فيقول في كتابه: فحاولت إقناعه بأن محمدًا ليس له أي وصية في التصوير ليس لمحمد وصية في تحريم التصوير، فقال: لا يمكن أن أدلكم وأنتم تصورون ذوات الأرواح. فلما رآني مصممًا على التصوير فقال: أترككم. قلت: إذا تركتنا قتلتنا؛ لأنك لو تركتنا في هذه المتاهة سوف نضيع، ونموت هنا، لكن نقتلك قبل أن تقتلنا فحشوت البارود بالرصاص ووجهتها إلى رأسه وعزمت على قتله فلما رأيت البارود مُصوبًا لرأسه خارت قواه، وقال: لا تقتلني أنا سوف أدلكم على مأمن أنا سأترككم هنا في البر، وأذهب بكم في محل تأمنون فيه وخذوا واحد غيري، أما أنا فلم أدلكم إنما ما أضيعكم الآن فاتجه بنا إلى قاضي قرية الجوعية بجنوب الرياض، وعندما دخلنا على القاضي قال: هؤلاء يصورون ذوات الأرواح. فقال الشيخ: لا يحل، ولا يجوز. فَدسستُ يدي في جيبي وأخرجت الخطاب من عبد العزيز عبد الرحمن الفيصل آل سعود إلى من يراه من المسلمين: هذا أخونا محمد أسد من تعرض له كأن تعرض لنا بالشر فتنقع الشيخ، وقال الشيخ فيها قولان: يجوز في التصوير أو لا يجوز فلما قرأتها على الشيخ ابن باز ضحك وقال: هذا كذاب؛ لأن الشيخ على الأقل كان يسكت هذا مثال، ويوجد في أمور كثيرة من قبيل هذا الجنس.

وقد رشحه جماعة وضعوه في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي وكنت ذاهب لافتتاح جامعة في الهند اليوم الذي أسافر فيه أنا والشيخ معزومين على الغدا فقصيت عليه القصة، وأحضرت له الكتاب، وقال: إن شاء الله نعمل على إبعاده عن الرابطة.

فلما وصلت الهند وكتبت الجرائد الهندية على وصولي للهند وعلم الشيخ/ أبو الحسن الندوي اتصل بالشيخ/ الشويلي سفير المملكة بالهند. وقال: عبد القادر لا يسافر؛ وأنا أجريت عملية في عيني هل أنا أزوره وأنا بهذه العملية؟ قال: بل نحن نزورك فزرته وشخص في السفارة –رحمه الله- زرناه وقال الرجل ألف كتاب تفسير للقرآن أنكر فيه نزول عيسى بن مريم، وأنكر فيه كذا، وأنكر فيه كذا، وترك ما عُلم من الدين بالضرورة ومكتوب باللغة الإنجليزية وأنا ترجمته أريدك تأخذه مع خطابي هذا لرابطة العالم الإسلامي، قلت: أُبشرك أني قد أمليت على الشيخ جزء من هذا الكتاب، فلما جاء واجتمعت الرابطة قالوا: ما يمكن أن يقعد في الرابطة فقال أحد الحاضرين: هذا رجل حديث عهد بالإسلام ولو أنتم تطردوه من الرابطة قد يرتد عن الإسلام ويحاربكم، لكن كونوا لجنة للرد عليه، وقد ردت الدنيا كلها عليه. 

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق