ما حكم المدائح النبوية، وهل يجوز التقرب بالبردة للبوصيري، ومدائح البرعي، ودلائل الخيرات؟.

2020-04-06

ما حكم المدائح النبوية، وهل يجوز التقرب بالبردى للبوصيري، ومدائح البرعي، ودلائل الخيرات؟.

فهي في الواقع ليست دلائل خيرات، لكن دلائل شرور، وقيل عنها: لولا الواسطة لذهب الموسوط، يعني لا حياة للمسلمين إلا بالواسطة، فالواسطة تنفع في الدنيا من أجل الأمير، والحاكم ما يعلم الغيب فتذهب لفلان حتى يُعرفه بك ويقول: هذا فلان ومسكين، ومحتاج حتى تتوسط له وتشفع له فقد قال النبي : «من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله». بمعنى ادفعوا تؤجروا، لكن مع الله لا تحتاج واسطة وقد قال -تعالى-: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾[غافر: 60]. ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾[البقرة: 186]. كما يوجد فيها بلايا لا حد لها لا أستطيع أن أحصيها الآن، لكن هذه لا يحل لأحد أن يتعبد لله بها، وقال البوصيري:

يا أكرمَ الخلْقِ مالي مَن ألوذُ به
 

 

سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمم
 

النبي  أول يوم تأتيه الرسالة ويؤمر بالجهر يقف على جبل الصفا ويقول: «يا فاطمة بنت محمد، يا حمزة بن عبد المطلب، يا فلان، يا فلان، يا فاطمة اسأليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب اسالني من مالي ما شئت لا أُغني عنك من الله شيئًا، يا صفية  اسأليني من مالي ما شئت لا أغني عنك». فالنبي وضح ذلك، النبي  يشفع يوم القيامة الشفاعة العظمى، فهو خاص بالشفاعة العظمى غير الشفاعات العامة لخيار المسلمين، ولصالح المسلمين، كما قال -تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾[الطور: 21].

فهذه شفاعة وطبعًا النبي  كما جاء في البخاري، وغيره «يجتمعُ المؤمنونَ يومَ القيامةِ فيُلْهَمُون ذلك فيقولون: لو استَشْفَعْنا إلى ربِّنا فأراحنا من مكانِنا هذا فيأتون آدمَ فيقولون: يا آدمُ أنت أبو الناسِ خلقك اللهُ بيدِه وأَسْجَد لك ملائكتَه وأَعْلَمَك أسماءَ كلِّ شيءٍ فاشفَعْ لنا عند ربِّك حتى يُرِيحَنا من مكانِنا هذا فيقولُ: لَسْتُ هُناكم ويذكرُ لهم ذنبَه الذي أصابه فيَسْتَحْي ربَّه من ذلك ولكِن ائْتُوا نوحًا فإنه أولُ رسولٍ بعثه اللهُ إلى أهلِ الأرضِ فيأتُون نوحًا عليه السلامُ: فيقولُ: لَسْتُ هُناكم ويذكرُ سؤالَه ربَّه تبارك وتعالى ما ليس له به علمٌ فيَسْتَحْي ربَّه من ذلك ولكنِ ائْتُوا إبراهيمَ خليلَ الرحمنِ فيأتون إبراهيمَ فيقول: لَسْتُ هُناكم ويذكرُ سؤالَه ربَّه تبارك وتعالى ما ليس له به علمٌ فيَسْتَحْي ربَّه من ذلك ولكنِ ائْتُوا موسى عبدٌ كَلَّمَهُ اللهُ وأعطاه التوراةَ فيأتون فيقولُ لَسْتُ هُناكم ويذكرُ قَتْلَه النفسَ بغيرِ النفسِ فيَسْتَحْي ربَّه من ذلك ولكنِ ائْتُوا عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وكَلِمَتُه ورُوحُه فيأتون فيقولُ: لَسْتُ هُناكم ولكنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا عبدًا قد غفر اللهُ له ما تقدم من ذنبِه وما تأخر فيأتون فأنطلقُ - قال قتادةُ: وقال الحسنُ: فأَمْشِي بين سِماطَيْنِ من المؤمنينَ ثم رجع إلى حديثِ أنسٍ - فأستأذنُ على ربي فيأذَنُ لي فإذا رأيتُ ربي وقعتُ ساجدًا فيَدَعُنِي ما شاء اللهُ أن يدَعَنِي ثم يقالُ: ارفَعْ مُحَمَّدُ ! قُلْ تُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَهْ واشفعْ، تُشَفَّعْ فأرفعُ رأسي فأَحْمَدُه بتحميدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثم أشفعُ فيَحُدُّ لي حَدًّا فأُدْخِلُهُمُ الجنةَ ثم أعودُ الثانيةَ فإذا رأيتُ ربي تعالى وقعتُ ساجدًا فيَدَعُنِي ما شاء اللهُ أن يَدَعَنِي ويقالُ ارفَعْ مُحَمَّدُ ! قُلْ تُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَهْ واشْفَعْ تُشَفَّعْ فأرفعُ رأسي فأحمدُه بتحميدٍ يُعَلِّمُنِيهِ فأشفعُ فيَحُدُّ لي حَدًّا فأُدْخِلُهُمُ الجنةَ ثم أعودُ الثالثةَ فإذا رأيتُ ربي وقعتُ ساجدًا فيَدَعُنِي ما شاء اللهُ أن يَدَعَنِي فيقالُ: ارفَعْ مُحَمَّدُ ! قُلْ تُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَهْ واشفَعْ تُشَفَّعْ فأرفعُ رأسي فأَحْمَدُ ربي بتحميدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثم أشفعُ فيَحُدُّ لي حَدًّا فأُدْخِلُهم الجنةَ ثم آتِيهِ الرابعةَ أو أعودُ الرابعةَ فأقولُ: أَيْ رَبِّ ما بَقِيَ إلا مَن حبسه القرآنُ قال ابنُ أبي عَدِيٍّ: فيُدْخِلُهُمُ الجنةَ وقال فيُنْهَمُونَ أو يُلْهَمُونَ وقال: آتيه الرابعةَ أو أعودُ الرابعةَ».

الكفار يمدحوه؛ لأنهم في بلايا ليس لها حد فيفرحون بالنبي  يومها فلا ينفعهم؛ لأنه لا يدخل الجنة إلا من مات على لا إله إلا الله محمد رسول موقنًا بها، ومُقرًا بها ملتزم بأركانها، وفرائضها.

فهذا الذي ضيع المسلمين الزمر والطبل، واستبدل الزمر، والطبل بالقراءة في المصحف، أو البخاري واقرأ فيه، وقد قال أحد المشايخ في [جمع الجوامع وكتب الأصول]:

ليس التصوف لبس الصوف ترقعه
 

 

ولا بكاؤك إن غنى المغنونا
 

ولا صياح ولا رقص ولا طرب
 

 

ولا اختباط كأن قد صرت مجنونا
 

بل التصوف أن تصفو بلا كدر
 

 

وتتبع الحق والقرآن والدينا
 

وأن تُرى خاشعاً لله مكتئبا
 

 

على ذنوبك طول الدهر محزونـا
 

هو يسميه تصوف والتصوف مأخوذ من كفار الهند من كلمة سيفا فانتقلت للمسلمين؛ لأن هناك يتجردون فمن عاداتهم وضع مسامير والمشي عليها، فهذه من عادة الجهلة.

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق