أفيدونا عن الخضر هل هو نبي أم ولي، وهل هو حيٌ الآن؟

2020-04-06

أفادونا عن الخضر هل هو نبي أم ولي، وهل هو حيٌ الآن، وأنه شرب ماء الحياة، وهل يأتي لبعض المتصوفة ويأتي الحج في كل عام؟.

كون الخضر شخصية كانت موجودة فهذا صحيح، وهو صاحب موسى  وقد ذكرناه أكثر من مرة لما خطب موسى  وأعجب الناس بخطبته وجاء هذا في الحديث الصحيح في البخاري [عن أبي بن كعب:] «إنَّ موسى قام خطيبًا في بني إسرائيلَ فسُئلَ أيُّ الناس أعلمُ فقال أنا فعتَب اللهُ عليه إذ لم يَرُدَّ العلمَ إليه فأوحى اللهُ إليه إنَّ لي عبدًا بمَجمع ِالبحرَينِ هو أعلمُ منك قال موسى يا ربِّ وكيف لي به قال تأخذ معك حوتاً فتجعلُه بمِكتلٍ فحيثُما فقدتَ الحوتَ فهو ثَمّ فأخذ حوتًا فجعله بمكتلٍ ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشعُ بنُ نونَ حتى إذا أتيا الصخرةَ وضعا رؤوسَهما فناما واضطرب الحوتُ في المِكتلِ فخرج منه فسقط في البحرِ واتخذ سبيلَه في البحرِ سرَبًا وأمسك اللهُ عن الحوتِ جِرْيةَ الماءِ فصار عليه مثلُ الطاقِ فلما استيقظ نسِيَ صاحبُه أن يخبرَه بالحوتِ فانطلقا بقيَّةَ يومِهما وليلتِهما حتى إذا كان من الغدِ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ولم يجدْ موسى النصبَ حتى جاوز المكانَ الذي أمره اللهُ به قال له فتاه  ﴿قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا﴾[الكهف: 63]. قال فكان للحوتِ سرَبًا ولموسى ولفتاه عجبًا قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا قال فرجعا يقصَّان أثرَهما حتى انتهيا إلى الصخرةِ فإذا رجلٌ مُسجًّى بثوبٍ فسلَّم عليه موسى فقال الخضرُ وأنى بأرضك السلامُ قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيلَ قال نعم أتيتُك لتُعلِّمَني مما علِّمتَ ﴿قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾[الكهف: 67]. يا موسى إني على علمٍ من علمِ اللهِ علَّمَنيه اللهُ لا تعلمُه أنت وأنت على علمٍ من علمِ اللهِ علمكَه اللهُ لا أعلمه ﴿قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾[الكهف: 69]. قال له الخضر ﴿قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾[الكهف: 70]. فَانْطَلَقَا يمشيان على ساحلِ البحرِ فمرَّت سفينةٌ فكلَّمَهم أن يحمِلوهم فعرفوا الخضرَ فحملوهم بغير نَولٍ فلما ركبا في السفينةِ لم يفاجأْ إلا والخضرُ قد قلع لوحًا من ألواح السفينةِ بالقَدُّومِ فقال له موسى قومٌ حملُونا بغير نَوْلٍ عمدتَ إلى سفينتهم ﴿قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا  قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾[الكهف: 72]. قال وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وكانت الأولى من موسى نسيانًا قال وجاء عصفورٌ فوقع على حرفِ السفينةِ فنقر في البحرِ نقرةً فقال له الخضرُ ما عِلمي وعِلمُك في علمِ الله إلا مثلُ ما نقص هذا العصفورُ من هذا البحرِ ثم خرجا من السفينةِ فبينما هما يمشيانِ على الساحلِ إذ بصر الخضرُ غلامًا يلعب مع الغِلمان فأخذ الخضرُ رأسَه بيدِه فاقتلعَه بيده فقتله فقال له موسى ﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا  قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾[الكهف: 74-75]. وهذه أشدُّ من الأولى ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا  فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا  قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾[الكهف: 76-78]. 

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وددْنا أنَّ موسى كان صبَر حتى يقُصَّ اللهُ علينا من خبرِهما».

هل الخضر أعلم من موسى؟ لا. موسى  من أولي العزم من المرسلين، والخضر مشكوك نبي، أم ولي، يعني هو عبد صالح وليس نبي ولا جاء بالرسالة لا يلزم من كون الاسم يُذكر في القرآن أنه نبي! فقد ذُكر زيد بن حارثة في القرآن ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا﴾[الأحزاب: 37]. فهل معنى أن زيد الذي ذُكر في القرآن أنه نبي، وقد ذكر الخضر بلفظ عبد ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾[الكهف: 65]. فلم يؤتى أحد ذرة من العلم إلا بفضل من الله، فلا يتوهم الإنسان أنه من أعلم خلقه بل يجب أن يقول: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[طه: 114].

واتفق أكثر أهل العلم على أن الخضر ليس بنبي، وقد ضربت أمثلة  ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ﴾[القصص: 7].

وقد ذكرت قصة الرجل الذي زار أخًا له في الله فأرسل الله ملكًا على مدرجةٍ، فلما مر قال لأهل القرية: لي أخًا في الله أريد أن أزوره، فقالوا له: هل لك عليه نعمة تردها؟ قال: لا. 4:6 أني رسول الله إليه أن الله قد غفر لك فقد أحببته في الله  وزرته في الله ، كون الملك يُكلم رجل فليس معناها أنه يصير ملك، ولا حتى لو أوحى الله لأي خلق من خلقه  ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾[النحل: 68].

أولًا: أجمع أكثر العلم على أنه ليس بنبي، بخلاف جماعة من أهل العلم قالوا: أنه نبي.

ثانيًا: هل هو حي الآن؟ ليس حي الآن؛ لأن النبي قال في الحديث الصحيح فيما معناه: «أنه أتى بعد مائة عام لم يبقى على الأرض من الأحياء الموجودين  4:48». بمعنى كل الأحياء الموجودين على الأرض يمتون قبل مائة سنة، فإن كان الخضر موجود فسيموت مع الأموات، ويقول الله لحبيبه ﷺ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾[الزمر: 30]. ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾[الأنبياء: 34]. إذا كان محمد ﷺ مات، وموسى  مات، وعيسى رُفع للسماوات والأنبياء كلهم ماتوا تقريبًا ما عدا عيسى 5:19.

أما كونه شرب ماء الحياة فهذا كذب طبعًا.

أما كونه يأتي لبعض المتصوفة؟ لا. فهم يَدعون، وقيل: أن أحد المشايخ ذات مرة أنه كان في جبال اللاذقية وكان شخص يسير بالحمار فتزحزح الحمار فنقلب على الجبل فصار الرجل يُنادي يا خضر احفظه، وبعد فترة لما لم استجابة قال: أنا من طريق وأنت من طريق، فحكايات ليس لها أصل في الدين.    

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق