كيف يتخلص المسلم من الإعجاب بالنفس إذا عمل صالحًا، وكيف يكون العمل خالصًا لله صوابًا ؟

2020-04-06

يسأل، ويقول: كيف يتخلص المسلم بالإعجاب بالنفس إذا عمل صالحًا، وكيف يكون خالصًا لله صوابًا ؟. 

فيكون العمل خالصًا إذا كان لوجه الله وحده، أنا أطلت الكلام عليه في أحاديث كثيرة كيف يكون خالصًا؟ حينما يكون لوجه الله. فلا تُصلي لأجل فلان، أو من أجل فلان، أو أطيل الصلاة من أجل فلان، أو تُقصر الصلاة من أجل فلان، أو تترك القراءة من أجل فلان، أو تقرأ من أجل فلان، أو تذكر من أجل فلان، أو تترك الذكر من أجل فلان هذا كله ما يَحل لك، هذا إخلاص العمل لله لا يكن في قلبك ونيتك إلا طلب مرضاة ربك، فإذا عملت العمل لوجهه هو لا لطلب مرضاة غيره.

قد تعمل العمل حتى يوسع الله عليك فصارت قربة، النبي ﷺ كان إذا استشكل عليه أمر قام للصلاة، وربنا يُبين لنا أن كثرة الاستغفار توسع الرزق، وتُطيل في العمر وتبارك فيه، ويرزقك الله بالذرية ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا  يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا  وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾[نوح: 10-12]. هذا ليس رياء، ولا إعجاب إذا كنت تطلب من الذي بيده ملكوت كل شيء، بيده الرزق، بيده النفع، بيده الضر، بيده الغنى، بيده ملكوت كل شيء، يُجير ولا يُجار عليه فإذا عملت عمل لوجه الله خالص قد يكون خالصًا وليس بصواب وقد يكون اجتهاد منك فيَجُبُ عملك، فإذًا يكون ليس بصواب إذ لم يكن على منهج حبيب الله محمد ﷺ.

فنقول: الحمد لله، وله الفضل، والنعمة، والمنة نحن على نعمٍ نحن لو سهرنا الليل، والنهار شكرًا وذكرًا وضراعة، واخباتًا، وإنابةً لله ما وصلنا لأنملة وهبها الله إيانا، فلو عُرض عليك أخذ قدر من المال وأن يأخذ منك أُنملة فتفديها بمال من عندك مقابل ألا يحرمك من نعمةٍ أنعم الله بها عليك، وآيات الله فيك كثيرة لا تعد ولا تحصى ونعمه عليك جليلة لا تُعد، ولا تُحصى.

لكن يأتي شخص محدود العقل ويقول: أنه يريد عمل مولد للنبي ﷺ يتقرب به لله -- ويأتي الآخر يجتهد لكن هذا أخف منه قليلًا، ويقول لك: صلي وقت النهي. والنبي ﷺ يقول: «لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس». وفي حديث آخر في البخاري ومسلم «إذا 3:1 الغروب فانتهي». وقد رأيت اليوم ولدين صغيرين يصلون قبل الآذان بدقيقة ويفعلون حركات تدل على عدم العلم، والدين.

وورد عن عمر كما في البخاري ومسلم يضرب من يراه يًصلي في مسجد رسول الله ﷺ ركعتين بعد العصر في البخاري ومسلم، فالصواب أن يكون على منهج النبي محمد ﷺ فالذي يقول أقيم مولد يتقرب به لله، أو أزور قبر فلان من الأولياء كقبر الحسين في مصر، أو قبر فلان في كذا لله، فنقول له: لا. فالنبي ﷺ قال: «لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مَساجِدَ». فلا يوجد فرق بين المساجد إلا  المَسجِدِ الحَرامِ فالصلاة فيه بمئة ألف، والمسجد النبوي بألف صلاة، والمَسجِدِ الأقْصى طَيبه الله وطهره من أعداء الله وأخوات القردة، والخنازير اليهود، فالصلاة فيه بخمسمائة صلاة.

فلو تخلينا جميعًا عن فلسطين ودخلوا اليهود نتيجة ساعة عندما ينبت الإيمان الكامل في قلوب المسلمين ويعرفون أنهم أساءوا في حق الله -- وأنه سلط عليهم بذنوبهم «من عصاني وهو يعرفني سلَّطتُ عليه من لا يعرفني». لكن يقول حبيب الله ورسوله، وسيد خلقه المصطفى المختار ﷺ: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ». معناه: أن الساعة لا تقوم إلا والأرض مطهرة من أعداء الله، وفي أخر حالة فيها مسلمون مؤمنين بعد الحال هذا، وانتصار المسلمين، وقطع دابر اليهود من فلسطين كلها ليس من تل أبيب بل في كل أرض فلسطين فإن شاء الله وإخبار الصادق المصدوق المعصوم ﷺ: أنه يكون ذلك لكن عند قرب قيام الساعة، وعند خروج يأجوج ومأجوج ﴿وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ﴾[الأنبياء: 96]. ويشربون بحيرة طبرية، وفي نفس الوقت يخرج الدجال يعني يأجوج ومأجوج والدجال مع بعض، يأجوج أولًا ويسبقه مأجوج بقليل وينزل على المنارة البيضاء في دمشق، ويأتي بين ملكين حتى يأتي المسجد الأقصى وقد أُقيمت الصلاة والإمام بعد إقامة الصلاة متجه إلى الشمال يتجاوز الصفوف فيرى عيسى بن مريم قد دخل من الباب، فيرجع قهقرا فيقف في الصف ويقول: تقدم يا روح الله. فيقول عيسى بن مريم أحد أوليِ العزم من المرسلين: أأتقدم ولك أقيمت فيقول حبيب الله ورسوله تكريمة الله لهذه الأمة: أن يُصلي رجلًا يعني من أتباع محمد يعني إمام بعيسى بن مريم، فعندما ينتهي من الصلاة وهم يُسبحون، ويَحمدون، ويُكبرون يخرج عيسى مُسرعًا فيجد الدجال على باب المسجد فعندما يراه مأجوج وينطلق إلى جهة تل أبيب وعندما يجري إليها فيجري على الطريق فيلحقوا عيسى بن مريم فيقف مصلوب فلا يستطيع أن يتحرك يمينًا معي جنة ومعي نار ويقول للسماء أمطري، وللأرض أنبتي فتنبت هذا اختبار من فاطر السماوات والأرض حتى لا يغتر الدجالين والكذابين ولا يتبعونهم فيأتي عند ما يقف يتقدم إليه عيسى ويقول: إن لك عندي ضربةً لن تُخطئك ثم يقسمه بسيفه قسمين يرمي كل جزء في ناحية، ثم يرجع إلى المسجد الأقصى فيجد المسلمين جالسين في أورادهم فيجلس ويحدثهم بمنازلهم في الجنة.

فبعض الناس يقولون: هذا المهدي المنتظر. المهدي محصور داخل المسجد الأقصى لا يستطيع أن يخرج من الباب، والأحاديث التي تأتوا بها يملئ الأرض عرضًا إذا كان هو لا يستطيع أن يخرج من المسجد فكيف يملئ الأرض عرضًا وهو لا يستطع أن يتحرك ومحصور بالمسجد، والأخبار ثابتة عن رسول الله ﷺ فيوحي الله إليه: إني أخرجت عبادًا ليس لأحدٍ بهم فَحَرِّزْ بعِبَادِي إلى جبل الطُّورِ فيخرج المسيح بن مريم والمسلمين معه من أهل المسجد وينحازون لجبل الطور ويبكون ووهم خائفين من يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، ويشربون من بحيرة طبرية، ويظن المار بها كأن بها ماء مع أنها خالية من الماء ولا يوجد بها ماء، ولا قطرة ماء، وعندما يصلون إلى القدس فيَقولونَ: لقَدْ قَتَلْنَا مَن في الأرْضِ، هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَن في السَّمَاءِ، فَيَرْمُونَ بنُشَّابِهِمْ إلى السَّمَاءِ، فَيَرُدُّ اللَّهُ عليهم نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا. فهم لم يصيبوا شيئًا من قتل ولا جُرح لأحد، ولم يتسببوا في إصابة طائر، لكن لاختبار الله لهم وبلاءهم يقولون: غزونا ملوك الأرض وقهرنا ملوك السماء، فيضرع عيسى بن مريم المؤمنون إلى الله -- فيسلط عليهم مرضًا فيصبحون في الحال كنفس واحدة هلكى، ثم بعد أيام قليلة يخرج لهم دخن، وريح، ونتن، يصاب به أهل الأرض، ويكاد حتى الموجودين على الجبل الطور يختنقون منه عيسى ومن معه فيضرعون إلى الله أن يُزيل هذا الخبث عنهم فيرسل الله تلك 10:31 فتحملهم إلى أرض لا يعلمها إلا الله --.

أما الإعجاب بالنفس فلابد أن تُكثر دائمًا وأبدًا من قول: اللهم 10:48 وأنا لا أعلم واستغفرك إلى ما لا أعلم، وتقول: اللهم إني أعوذ بك أن أخشى فجورًا أو أقول زورًا، أو أكون بك مغرورًا.

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق