ما الفرق بين المولاة والولاية؟.

2020-04-06

ما الفرق بين المولاة والولاية؟.

الوِلاية، والوَلاية بفتح الواو وكسرها هما لغتان يؤديان معنى واحد وقُرئ ﴿هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ﴾[الكهف: 44]. ومعنى الولاية: السلطة، والحكم للوالي السلطان ولي أمر المؤمنين وحاكمهم الذي أعطوه البيعة وبايعوه على أنه ولي أمر بيعهم فهذا العمل يُسمى ولاية فلان، والوَلاية الغالب بمعنى الحب، وبمعنى النصرة.

أما المولاة: بمعنى المحبة، والمودة، وقد ذكرت في بداية شرح الآيات فرقت بين الحب، وبين الإحسان، وقلت: "لا يَحُل لمؤمن يُؤمن بالله، واليوم الآخر أن يفتح قلبه لذرة من حُب كافر سواء كان أبوه، أخوه، خاله، أهله". وقرأت قوله -تعالى-: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾[التوبة: 24]. ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾[المجادلة: 22]. ﴿لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾[ال عمران: 28]. أي: يتولونهم. وقرأت آخر سورة الأنفال  ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾[الأنفال: 72]. أحباب لبعض، وأنصار لبعض، وأعوان لبعض بينهم الود، والمواساة، والحب بينهم ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا﴾[الأنفال: 72].؛ لأن كانت الهجرة واجبة.

فلا يحل لمؤمن بعد الإيمان أن يبقى في أرض الكفر فيجب عليه إلزامًا أن يُهاجر إلى مدينة النبي محمد ﷺ؛ لأنهم كانوا في أَمس الحاجة لكثرة العدد ففرض الله الهجرة على من آمن أن يأتي لمدينة النبي ﷺ وينضم لحزب رسول الله ﷺ وهم من دخلوا في الإيمان ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾[الأنفال: 72]. لا يُطلب منكم أبدًا أن تنصروهم إلا ﴿مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ﴾[الأنفال: 72]. أي أتى أعداء يتغلبون عليهم فعليكم النصر بشرط ﴿إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾[الأنفال: 72]. 

لو بينكم وبين جماعة من الكفار معاهدة فلا تعتدوا عليهم ولا يعتدون عليكم ولا يكونوا مع أعداكم عون عليكم وكان في عهد بينكم وقالوا تعالوا قاتلوا معنا فقد اعتدوا علينا فلا تذهبون لهم؛ لأن التقصير أتى منهم بأنهم لم يُهاجروا ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾[الأنفال: 72]. فهؤلاء كفار لكن لا تقاتلهم طالما بينك وبينهم عهد ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾[الأنفال: 58]. 

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق