الزكاة في قوله تعالى: {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} تحتمل تطهير النفس وتحتمل زكاة المال
وقوله عز وجل: {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ}[البقرة: 177]، أي: وأدى الصلاة وأتم أفعالها في أوقاتها بركوعها وسجودها وخشوعها على الوجه الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله.
والزكاة هنا تحتمل أن يراد بها تطهير النفس من أدناس الشرك والمعاصي والأخلاق الرذيلة على حد قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9-10]، وقوله تعالى في سورة فُصّلت وهي مكية: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [فصلت: 6-7]، وكما ذكر الله عز وجل من قول موسى عليه السلام لفرعون لعنه الله: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}[النازعات: 18].
وتحتمل أن يراد بالزكاة هنا زكاة المال، ويكون قوله عز وجل قبل ذلك في نفس الآية هذه الآية: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ} [البقرة: 177]، إما لبيان بعض مصارفها قبل ذكرها في الآية، أو أن المقصود هو التطوع والبرّ والصلة لهؤلاء المذكورين، ولا شك أن ذوي القربى واليتامى إذا كانوا فقراء ولا تجب نفقتهم على الإنسان فإن إعطاءهم من مال الزكاة أكبر فضلاً وأعظم أجراً.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص384-385
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق