حذف الواسطة بين الله وعباده إيماء إلى قربه وسرعة إجابته دعاء عباده
وقوله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، أي: وإذا استفهم منك المؤمنين عن ربهم فعرّفهم بأني قريب منهم بعلمي، لا يحتاج من يدعوني ويسألني إلى وسطاء أو شفعاء أو صراخ ورفع صوت، وإني أشاهد حركاتهم وسكناتهم فادعوني تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول في أي ساعة شئتم ما دمتم في مكان كريم فإني أستجيب دعاءكم وأعطيكم مسألتكم، وليكن توسلكم بالاستجابة لديني والانقياد لأمري، فإنكم إن افردتموني بالعبادة وطلبتم كل حوائجكم مني رشدتم واهتديتم.
وقد روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَ ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا بصيرا، وهو معكم، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) قال أبو موسى: وأنا خلفه أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، في نفسي، فقال يا عبد الله بن قيس: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
وقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يطلبوا حوائجهم وهم واثقون في رحمته وجوده، فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، فإنه يفعل ما يشاء ولا مُكْرِهَ له).
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص416
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق