حكم الحاكم لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً
وقوله عز وجل: {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 188].
وفي الآية الكريمة إشعار بأن من ادّعى عند الحاكم بدعوى وهو يعلم أنه كاذب في دعواه، فحكم الحاكم بما ادعاه على خصمه فإن حكم الحاكم هذا لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً، ولا وزر على القاضي الذي حكم في هذه القضية، ما دام قد قضى بما ظهر له من الأدلة التي قد يكون فيها شهادة زور، لأن القاضي لا يعلم الغيب، ولا يعلم الباطن إلا الظاهرُ الباطنُ علّام الغيوب.
وقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الذين يدلون بقضاياهم إلى الحكام ليأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم حتى ولو كان القاضي محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقضي على ما يظهر له، ولا يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عز وجل عليه، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قَضَيْتُ له بشيء من حق أخيه، فلا يأخذنّه، فإنما أقطع له قطعة من النار).
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص423-424
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق