ترتيب دقيق في "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير"

{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 215].

وتقديم الوالدين لأن حقهما أعظم من حق غيرهما فوجب تقديمهما على غيرهما في رعاية الحقوق، ثم ذوي القربي لأن رعاية حقوقهم تجمع بين الصلة والصدقة، ثم اليتامى لأن الطفل الذي مات أبوه قد عدم الكاسب وأشرف على الضياع لعدم قدرته على الكسب، فصار من حقه أن يبادر كل محسن برعايته حتى يحس بأنه وإن كان مات أبوه فقد صار كل ذوي البر بمنزلة الوالد الحنون له، وقد أخر المساكين عن اليتامى لأن حاجتهم أقل من حاجة اليتامى، لأن قدرة المساكين على الكسب أكثر من قدرة اليتامى عليه، وقد جعل ابن السبيل في المرتبة الأخيرة من هؤلاء لأن حاجته نادرة، فما أجمل هذا الترتيب الدقيق في كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/46