أبو بكر أولى الناس بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم

2020-06-12
أبو بكر أولى الناس بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
الفائدة مائة وعشرة من كتاب القصص الحق في سيرة الخلق لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أبو بكر أولى الناس بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا شك أن أبا بكر - رضي الله عنه - حريٌّ بهذه الخلافة، وهو أولى الناس بها بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو صدِّيق هذه الأمة، وخليل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد تظافر الكتاب والسنة على الثناء على الصديق - رضي الله عنه - فهو صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وثاني اثنين إذ هما في الغار، حيث يقول الله تبارك وتعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

كما أشار الله عز وجل إلى خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القرآن الكريم في قوله عز وجل في سورة الفتح: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}، حيث كانت هذه الآية توبيخًا للذين تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك، صاروا يعتذرون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يخبرهم بأنهم سيدعون إلى قتال قوم أولي بأس شديد لا خيار لهم إلا بالإسلام أو السيف، وهذا لم يكن إلا في المرتدين بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان الداعي لقتالهم أبا بكر - رضي الله عنه - خليفة رسول الله، فلو لم تكن طاعته واجبة لما وعد مطيعيه بالأجر العظيم توعد من لم يجبه بالعذاب الأليم.

ومن شواهد السنة النبوية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيَّنه أميرًا للحج في السنة التاسعة، وذكر رسول الله أمورًا في شأن أبي بكر - رضي الله عنه - تجعل كل من يسمعها بقلب سليم يوقن بأن الخليفة بعد رسول الله هو أبو بكر، مما جعل المجتمعين في سقيفة بني ساعدة يختارونه خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها:

قوله - صلى الله عليه وسلم - قبيل موته: (سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر) رواه البخاري من حديث ابن عباس.

كما روى البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الناس وقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله»، قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه: أن يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عبد خير، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر».

كما روى البخاري من حديث جبير بن مطعم قال: أتت امرأةٌ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرها أن ترجع إليه. قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تقول الموت، قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن لم تجديني فأتي أبا بكر).

ومن أبرز الشواهد وأظهرها على تقديم أبي بكر - رضي الله عنه - على جميع الصحابة؛ حرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يأمر بأن يصلي أبو بكر - رضي الله عنه - بالناس عندما اشتدَّ المرض به - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن المهاجرين والأنصار قالوا عن أبي بكر - رضي الله عنه - رضيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لديننا أفلا نرضاه لدنيانا، فقد روى البخاري في صحيحه في باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة ثم أخرج من حديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال: مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - فاشتدَّ مرضه، فقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، قالت عائشة إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، قال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، فعادت، فقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، فإنكنَّ صواحب يوسف، فأتاها الرسول فصلَّى بالناس في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

القصص الحق في سيرة سيد الخلق: ص414-417

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق