المراد بالقروء؛ الحيِض
ولفظ القرء من الأضداد، فالعرب يستعملونه بمعنى الحيض ويستعملونه بمعنى الطهر، والسياق هو الذي يحدد المراد، فإن من سمع قول الأعشى ميمون بن قيس:
وفي كل عام أنتَ جاشمُ غزوةٍ تشدّ لأقصاها عزيم عزائكا
مُورِّثةٍ مالاً وفي الذكر رِفْعة لما ضاع فيها من قروء نسائكا
علم يقيناً أن الأعشى يريد بالقروء في شعره هذا الأطهار، لأنه يمدح هَوْذة بن علي الحنفي الذي آثر الغزو على القعود حتى ضاعت أيام الطّهر من نسائه، كما أن من سمع قوله الله عز وجل: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ} [الطلاق: 4]، علم أن الله عز وجل أقام الأشهر الثلاث مقام الحيضات الثلاث عند اليائسات من المحيض.
ولما كان الغرض من العدة هو استبراء الرحم، واستبراؤه إنما يكون بالحيض لا بالطهر، كان ذلك دليلاً ظاهراً على أن المراد بالقروء في قوله عز وجل: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}[البقرة: 228]، أي: ثلاث حيض.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/91
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق