لا يلزم من قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتَ} الآية، أن الله قد كلمه بنفسه، ولا أن يكون هذا الرجل نبيًا أو رسولًا
وقوله عز وجل: {قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ} [البقرة: 259]، لا يلزم من هذا السياق الكريم أن يكون قد كلمه الله بنفسه بعد أن بعث فيه الحياة بغير واسطة، إذ لا مانع في مثل هذا التعبير أن يكون القائل له هذا القول هو أحد ملائكة الله، ولا يلزم أيضاً أن يكون هذا الرجل نبياً أو رسولاً، إذ أن الله تبارك وتعالى قد يبعث ملكاً لغير النبي أو الرسول، كما في قصة الرجل الذي زار أخاً له في الله فأرصد الله له ملكاً على مدرجته وبشره بأن الله تبارك وتعالى قد أحبه، لأنه أحبّ في الله، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله له، على مدرجته، ملكا فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/195-196
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق