فائدة رد تضعيف الحسنات إلى مشيئته أنه قد يزيد المنفق أكثر من سبعمائة ضعف
وقوله تبارك وتعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 261]، أصل الضّعف في اللغة المثل، فإذا قلت لشخص: لك مائة وضعها، أي: لك مائة ومثلها فيصير له مئتان، وكان من فضل الله على المؤمنين أنه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها كما قال عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الأنعام: 160]، وقد أشار في هذه الآية إلى أن النفقة في سبيل الله تضاعف إلى سبعمائة ضعف، وقد قال في آية القرض السابقة: {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة: 245]، وقال هنا: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}، فردّ عز وجل تضعيف الحسنات إلى مشيئته، وهو يشعر مع قوله تعالى في آية القرض: {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}، أن الله تبارك وتعالى قد يزيد المنفق أكثر من سبعمائة ضعف؛ فضلاً منه وجودا.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/205
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق