المنّ والأذى يبطلان ثواب الصدقة

2020-06-22
المنّ والأذى يبطلان ثواب الصدقة
الفائدة الثلاثمائة وواحد وثمانون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول المنّ والأذى يبطلان ثواب الصدقة.

وقوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} [البقرة: 26]، هذا هو التحذير الثالث من إتباع الصدقة بالمنّ والأذى، وهو أشد التحذيرات الثلاثة، حيث بيّن الله عز وجل أن المنّ والأذى يبطلان ثواب الصدقة التي يلحقها المنّ والأذى.

ثم شبّه المنانَ المؤذِيَ المنفق عليه بما يجب على المؤمن بالله ورسوله أن ينفر منه ولا يقع فيه ويحذره أشدّ الحذر حيث شبّهه بالذي ينفق ماله رئاء الناس، وبالذي ينفق وهو لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، ومَثَلُ هؤلاء جميعاً كَمَثَلِ الصخر الاملس الذي غطاه تراب خفيف فنزل عليه مطر غزير فأزال ما عليه من التراب الذي كان يُظَنُّ فيه أنه ربما ينبت لو نزل عليه المطر، فانكشف الصفوان وأيقن كل من يراه أن الوابل الذي أصابه لن ينبت نباتاً ولن يثمر ثمرة، ولن ينتفع أحد منه بحال من الأحوال، وذلك لأن عمل المرائي مردود؛ لأنه من الشرك الخفي ، والله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجه الله الكريم، فهو جلا وعلا أغنى الشركاء عن الشرك.

قال الإمام أحمد في المسند: حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد يعني ابن الهاد، عن عمرو، عن محمود بن لبيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: (الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة: إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/210

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق