في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} ليس المقصود أن المحرّم من الربا هو أكله فقط
وقوله عز وجل: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275]، ليس المقصود أن المحرّم من الربا هو أكله فقط، فقد أجمع العلماء على أن الربا يحرم تعاطيه مطلقاً، سواء كان بأكله أو لبسه أو بناء مسكن منه أو شراء مركب أو غير ذلك من سائر الاستعمالات والتصرفات، وإنما التعبير بالأكل هو نظير قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، ونظير قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29].
وذلك لأن المقصود الأهم من أخذ الأموال هو أكلها، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يفيد أن المقصود من أكل الربا هو تعاطيه والتعامل به، حيث لعن آكله وموكله وكاتبه وشاهديه، فقد روى مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومُؤْكِله، وكاتبه وشاهِدَيْه، وقال: (هم سواء).
تهذيب التفسير وتجيد التأويل: 2/241
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق