لفظ الإسلام: عام، وخاص

2020-06-23
لفظ الإسلام: عام، وخاص
الفائدة السادسة والسبعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن لفظ الإسلام: عام، وخاص.

ومعنى قوله: {مُسْلِمًا} [آل عمران: 67]، أي: منقاداً لأمر الله ملتزماً بشرعه، ولا يراد بالإسلام في هذا المقام الشرعة والمنهاج الذي بعث به محمداً صلى الله عليه وسلم، لأنها خاصة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم كما قال عز وجل: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]، فإن لفظ الإسلام يطلق على هذا الدين الذي بعث الله به خاتم النبيين، ويطلق على الحنيفية ملّة إبراهيم وجميع الأنبياء والمرسلين، من إخلاص التوحيد لله والإيمان بكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله عز وجل، واتباع الوصايا العشر التي تضمنها قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: 151-152-153].

فهذه الوصايا العشر اتفقت عليها جميع شرائع النبيين والمرسلين، وتسمّى الإسلام بالمعنى العام، أما الإسلام بالمعنى الخاص بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فهو الذي جاء به القرآن والسنة النبوية وهو أكمل الشرائع وأتمها وأوفاها وأبقاها فلن ينسخ حتى ينسخ الليل والنهار والشمس والقمر.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/401-402

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق