تخصيص الشيء بالذكر لا ينفي الحكم عما عداه

2020-06-23
تخصيص الشيء بالذكر لا ينفي الحكم عما عداه
الفائدة الواحدة والثمانون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن تخصيص الشيء بالذكر لا ينفي الحكم عما عداه.

وقوله تبارك وتعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} [آل عمران: 75]، أي: إن تأصيل الخيانة في نفوسهم إنما هو بسبب اعتقادهم أنه لا إثم عليهم ولا حرج فيما يظلمون به من سوى اليهود ممن يطلقون عليهم اسم الأمميين سواء كانوا من الأميين العرب أو كانوا من العجم من غير أهل الكتاب، وتخصيص ما ذكروه من رفع الحرج عنهم في أذى الأميين لا يمنع من اعتقادهم رفع الحرج عنهم في أذى غير العرب الأميين؛ لأن القاعدة الأصولية أن تخصيص الشيء بالذكر لا ينفي الحكم عما عداه إذا كان القيد قد خرج للغالب، أو لبيان الواقع، ونصوص التلمود وهو كتاب فقههم الذي وضعه لهم أحبار السوء منهم لا يفرّق في وجوب إلحاق الأذى بين العرب والعجم، فالجميع عند اليهود أمميون ويطلقون عليهم أنهم كلاب وخنازير، مع أن اليهود هم إخوان القردة والخنازير لعنهم الله وقبحهم في الدنيا والآخرة وأهلك أعوانهم وأنصارهم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/414

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق