قوله: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ}، لا يتعارض مع بناء إبراهيم للبيت
ولا معارضة بين قوله عز وجل: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ}[آل عمران: 96]، وبين بناء إبراهيم للبيت، لأن إبراهيم عليه السلام قد بناه على مكانه الذي وضعه الله عز وجل، حيث أعلمه الله عز وجل بمكانه بعد أن صار كالربوة، وإلى ذلك يشير الله عز وجل حيث يقول: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ}[الحج: 26]، كما أن قوله عز وجل: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} [البقرة: 127]، يشعر بذلك أيضاً ويفيد أن قواعد البيت الحرام كانت موجودة قبل إبراهيم عليه السلام، غير أن بناء إبراهيم للبيت الحرام قد أبقى الله عز وجل معالمه حتى تهدّم في عهد قريش فأعادت بناءه قبيل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أنه لا معارضة بين حديث الصحيحين بأن المسجد الأقصى وضع بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً، وبين ما عُلِمَ بأن سليمان بن داود عليهما السلام هو الذي بنى المسجد الأقصى، لأن الوضع غير البناء، فعمل سليمان عليه السلام في بناء المسجد الأقصى كعمل إبراهيم عليه السلام في بناء المسجد الحرام، إذ كانا عليهما السلام مجدّدين قد وضع كل منهما الأساس والقواعد فوق أساس وقواعد سابقة.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص11-12
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق