الصبر والمصابرة والمرابطة كلها من أسباب تقوى الله عز وجل

2020-06-23
الصبر والمصابرة والمرابطة كلها من أسباب تقوى الله عز وجل
الفائدة المائة وسبعة وثمانون من لطائف قرآنية من تفسير سورة آل عمران من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول الصبر والمصابرة والمرابطة كلها من أسباب تقوى الله عز وجل.

وقوله عز وجل: {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، هذا هو الأمر الرابع من هذه الأمور التي اشتملت عليها هذه الآية الخاتمة الجامعة لأسرار الأحكام والحِكَم التي سيقت من أجلها هذه السورة المباركة، وتقديم الأمر بالصبر والمصابرة والمرابطة في الذكر قبل الأمر بتقوى الله عز وجل لأن الصبر والمصابرة والمرابطة كلها من أسباب تقوى الله عز وجل.

كجميع الأوامر والنواهي التي جاءت في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كلها تدور في فلك تربية تقوى الله عز وجل في نفوس عباده ليفوزوا في العاجلة والآجلة، ويسعدوا في الدنيا والآخرة، ولذلك جعل الله تبارك وتعالى القرآن العظيم هدًى للمتقين، وقد نبّه الله تبارك وتعالى إلى ذكر ذلك عند ذكر كثير من الأحكام والعبادات سواءٌ كانت بدنبة أو مالية أو غير ذلك، كما في قوله تبارك وتعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177]، ثم قال في تشريع القصاص: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179]، ثم قال في تشريع الوصية: {حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 180]، ثم قال في تشريع الصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ثم قال: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة: 187].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/170-171

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق