استحباب الصبر إذا رأى من زوجته ما يكره

وقوله عز وجل: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} ]النساء: 19[، هذا هو التوجيه الرشيد والحكمة الغالية البليغة التي تُربّي في نفس المسلم التسليم لأمر الله، والرضا بقضاء الله في كل نازلة تنزل بالإنسان، سواء كانت متصلة بالحياة الزوجية أو غيرها، كما قال عز وجل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، ولا شك أن الاستمساك بهذه الوصية الإلهية هو الأساس المكين لبناء البيت السعيد، فإن المسلم قد يسوؤه خلق من زوجته لكنه إذا فكّر وجد بها نعماً جليلة وخيراً كثيرا، من سكون النفس والأولاد مما لا يستطيع الإنسان حصره.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/222