تبديل الجلود في قوله تعالى: {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا}، هو تبديل الصفة لا تبديل الذات
وقوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء: 56]. ولا يقول قائل: إن الجلود العاصية إذا احترقت، وجعل الله جلوداً غيرها وعذّبها كان هذا تعذيباً لجلد لم يعص الله؟ لأنا نقول: إن المقصود من تبديل الجلود هو تبديل الصفة لا تبديل الذات بأن تعاد إلى حالها الأول غير محترقة، فإذا جدَّد الله الجلد، وصار ذلك الجلد الجديد سبباً لوصول العذاب إليه لم يكن ذلك تعذيباً إلا للعاصي، وذلك نظير قول العرب للصائغ إذا استصاغته خاتماً من خاتم مصوغ بتحويله عن صياغته التي هو عليها إلى صياغة أخرى: (صغ لي من هذا الخاتم خاتماً) فيكسره ويصوغ له منه خاتماً غيره، والخاتم المصوغ بالصياغة الثانية هو الأول، ولكنه لما أعيد بعد كسره خاتماً قيل: هو غيره.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/315
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق