حكمة الإسلام في تضيق وقت الطلاق

2020-06-16
حكمة الإسلام في تضيق وقت الطلاق
الفائدة السادسة والعشرون من فوائد من كتاب حقوق المرأة في الإسلام لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول حكمة الإسلام في تضيق وقت الطلاق.

ومن العوائق التي وضعها الإسلام في طريق الطلاق: أنه جعل طلاق السنة لا يكون إلا في طهر لم يجامع الزوج زوجته فيه، والناظر في حكمة هذا يرى من آيات ذلك الشيء الكثير، فقد نهى عن الطلاق في زمن الحيض، إذ هو وقت النفور، ونهى عن الطلاق في طهر جامعها فيه، ليضيّق الخناق على طالب الطلاق. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}، أي: عند الشروع في الطهر، وهو أول العدة.

فأنت ترى أن الإسلام ضيق وقت الطلاق تضييقاً يجعل حصوله عسيراً، ووقوعه شاقاً بعيداً، واختصه بطهر لم يجامعها فيه، إذ في ذلك تتجدد الرغبة في الوقوع، وتميل نفس الرجال للجماع، فتضعف الثورة الداعية للطلاق وقد تتغير عزيمته، ويمسك زوجته في عصمته.

حقوق المرأة في الإسلام: ص58-59

  1. تشريع الإيلاء رفع عبئاً ثقيلاً كانت تنوء به النساء.

{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

لقد كان من ضروب الإيلام للنساء في الجاهلية، ومن صنوف الإيذاء لهن، ومن أنواع التحكم فيهن، أن يحلف الرجل إذا غضب على زوجته ألا يقربها أبداً، أو أجلاً محدداً.

وهذا هو المعروف بالإيلاء، وقد كان هذا النوع طلاقاً في الجاهلية، يقصد به الإساءة للنساء في أنفسهن وكرامتهن.

والإسلام إنما جاء ليحفظ للإنسانية كرامتها، ويصون لها حرمتها، ويحميها من عبث العابثين بها، ويحرسها من كيد الكائدين لها.

فضرب الإسلام للذين يؤلون من نسائهم أجلاً أقصاه أربعة أشهر، فإن رجع الحالف إلى زوجته في هذه المدة فإن الله غفور رحيم، وإن لم يرجع حتى مضت الأشهر الأربعة، فيعتبر عازماً على الطلاق، والله سميع عليم.

ولا يحل له بعد هذا الأجل، إلا أن يمسك بالمعروف أو يفارق بالإحسان، وقد رفع الإسلام بهذا الحكم عبئاً ثقيلاً، كانت تنوء به النساء، ويسخِّره الرجال في العبث بهن، والنيل منهن.

حقوق المرأة في الإسلام: ص60-61

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق