أقر الإسلام تقليد الهدي مما كان العرب يفعلونه بهداياهم إلى البيت الحرام
وقوله تبارك وتعالى: {وَلَا الْقَلَائِدَ} [المائدة: 2]، أي ولا تستحلوا القلائد ولا تنتهكوا حرمتها، والقلائد جمع قلادة وهي في الأصل ما يجعل حول العنق للزينة أو لغيرها، والمراد بالقلائد هنا ما كان العرب يفعلونه بأنفسهم أو بهداياهم المهداة إلى البيت الحرام؛ ليعلم من يرى ذلك بأن صاحبه مسالم لا يرغب في قتال أحد، وأن بهيمة الأنعام التي وضعت عليها القلادة هي هدي لله عز وجل، وقد أقر الإسلام تقليد الهدي، فقد روى البخاري ومسلم من حديث الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: أهدى النبي صلى الله عليه وسلم مرة إلى البيت عنماً فقلدها.
أما ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر بقطع الأوتار والقلائد من أعناق الإبل، فإن المراد منه ما كان أهل الجاهلية يفعلونه حيث كانوا يقلدون الإبل أوتار القسي لئلا تصيبها العين بزعمهم، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/92-93
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق