جواب السائل بأكثر مما سأل عنه مما يحتاجه؛ أمر تقتضيه الحكمة

2020-06-24
جواب السائل بأكثر مما سأل عنه مما يحتاجه؛ أمر تقتضيه الحكمة
الفائدة الثالثة عشر من لطائف قرآنية من تفسير سورة المائدة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن جواب السائل بأكثر مما سأل عنه مما يحتاجه؛ أمر تقتضيه الحكمة.

ومعنى قوله: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ} [المائدة: 4]، أي: يستفتونك ويطلبون منك تفصيل وبيان ما أبيح لهم من المطاعم بعد أن عرفوا ما حرم عليهم منها، ويقولون لك أيها النبي الكريم: ماذا أحل لنا؟ وقد أجابهم الله عز وجل بأكثر مما سألوا عنه، حيث بين لهم أنه أباح لهم الطيبات وكذلك ما صادته لهم الجوارح المعلّمة التي أرسلوها لتصيد لهم وذكروا اسم الله عليها عند إرسالها، وأنه أحل لهم المستلذات التي لا ضرر فيها ولا خبث، وأنه أباح لهم ذبائح أهل الكتاب، وأذن لهم في إطعام أهل الكتاب من ذبائحهم، كما أباح لهم نكاح الحرائر العفيفات من المؤمنات، ونكاح الحرائر العفيفات من الكتابيات، ولا شك عند أهل العلم أن جواب السائل بأكثر مما سأل عنه مما يحتاجه أمر تقتضيه الحكمة، وهو داخل تحت أسلوب الحكيم، ولذلك لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوضوء بماء البحر أجاب بطهارة ماء البحر وحل ميتته، فقد روى أصحاب السنن وصححه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا نركبُ البحر، ونحمل معنا القليلَ من الماء، فإن توضَّأنا به عطشنا، أفنتوضأ من ماء البحر؟ فقال رسولُ الله ﷺ: (هو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتته).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/101-102

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق