ولاية الله هي الأصل وولاية رسوله والمؤمنين هي تبع لولايته
وفي قوله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56]، ألوان من البيان وأساليب الفصاحة والبلاغة والبرهان العقلي ما تتطامن من أمامه رءوس الفصحاء ويعترف بالعجز عن مجاراته أئمة البلغاء، وشيوخ العقلاء، وأرباب البراهين، فمقتضى السياق أن يقال: ومن يتولهم لأنه تقدم ذكرهم في الآية السابقة، لكن مقتضى الحال اقتضى وضع الظاهر موضع الضمير للإشارة إلى أن ولاية الله هي الأصل وولاية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وولاية المؤمنين هي تبع لولاية الله.
ولذلك جعل الله رسوله والمؤمنين حزباً، وأضاف إليه تبارك وتعالى حيث قال: {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، وكان مقتضى السياق أيضاً أن يقال: فإنهم الغالبون، لكن مقتضى الحال اقتضى المجيء بالاسم الظاهر موضع الضمير للتنصيص على أنهم حزب الله تعظيماً لهم، وإثباتاً لغلبتهم بالطريق البرهاني، كأنه قيل: ومن يتول هؤلاء معهم وهم جميعاً حزب الله، فلهم الغلبة والنصر على أعدائهم لأن حزب الله هم الغالبون، فقد اشتمل الكلام على دليل برهاني حذف من مقدماته ما دل عليه المقام.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/201-202
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق