الكذب والافتراء يلازم أعداء الله حتى في عرضات القيامة

2020-06-25
الكذب والافتراء يلازم أعداء الله حتى في عرضات القيامة
الفائدة السادسة عشر من لطائف قرآنية من تفسير سورة الأنعام من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول الكذب والافتراء يلازم أعداء الله حتى في عرصات القيامة.

ثم ذكر الله عز وجل مشهداً من مشاهد القيامة يُعَجِّبُ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن الكذب والافتراء يلازم أعداء الله حتى في عرصات القيامة، إذ يحلفون بالله ربهم أنهم ما كانوا مشركين، حيث يقول عز وجل هنا: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 22-23-24].

ومعنى قوله تبارك وتعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}، أي: وما كان جوابهم ومعذرتهم ومقالتهم إلا أن حلفوا بالله ربهم أنهم ما كانوا مشركين، وظنوا أن كذبهم في عرصات القيامة ينفعهم.

وقد جاءت الأحاديث بأن الإنسان يجحد أعماله يوم القيامة حتى يشهد عليه سمعه وبصره وجوارحه، وقال تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/336-338

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق