النفخ في الصور مرتان، مرة للإفناء ومرة للإنشاء
وقوله تبارك وتعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 73]، مزيد تأكيد لحقيقة الحشر والنشر وأنه كائن لا محالة ببيان أنه سهل يسير على الله الذي إذا أراد شيئاً إنما يقول له: كن فيكون، وهو تبارك وتعالى قد أخبر بأن البعث كائن، وقوله عز وجل حق لا مرية فيه ولا شك، وهو تبارك وتعالى مَلِكُ يوم الدين ومَالكُه، وأنه تعالى إذا أمر إسرافيل بالنفخ في الصور فنفخ فيه دعا العباد إلى ربهم خرجوا مسرعين إلى الداعي كأنهم جراد منتشر، قد أحياهم عالمُ الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير، وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى أن النفخ في الصور يكون مرتين، مرة للإفناء ومرة للإنشاء، أي: نفخة للصعق ونفخة للبعث حيث يقول عز وجل: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68].
والصُّور هو القرن والمراد به: بوقٌ ينفخ فيه، قال الترمذي: حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصُّورُ؟ قال: (قَرْنٌ يُنْفَخُ فيه). قال أبو عيسى هذا حديث حسن، وقد روى غير واحد عن سليمان التيمي ولا نعرفه إلا من حديثه. ا ه.
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق