تتابع النبوات في كل عصر ومصر
ذكر الله تبارك وتعالى أنه بعث في كل أمة نذيراً، وفي ذلك يقول سبحانه: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}، وليس معنى هذا أنه كلما مات رسول بعث رسول آخر لنفس القرية أو المدينة، فلا يقول قائل: هذه شبه الجزيرة العربية من حضر موت إلى بصرى والعقبة لم يعرف لها نذير بعد إسماعيل عليه السلام إلا محمداً صلى الله عليه وسلم، لأنا نقول:
أن المراد أن أمة العرب مثلاً من عهد إبراهيم وإسماعيل عليها السلام لا يزال فيها ذكر هذين النبيين العظيمين، وإن كانت الأمة العربية قد انحرفت بعدهما بزمن عن ملة التوحيد إلى عبادة الأوثان في عهد عمرو بن لحي.
أما قول المشركين: لئن جاءنا نذير لنكونن أهدى من إحدى الأمم الذي حكاه الله عنهم إذ يقول: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ}، فالمراد نذير جديد، لأنهم مقرون بإبراهيم وإسماعيل وإن لم يعملوا بالدين الحنيف.
الأديان والفرق: ص12
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق