الإسماعيلية إحدى مظاهر الدعوة الباطنية
والواقع إن الإسماعيلية إحدى مظاهر الدعوة الباطنية، وقد ظهر هؤلاء الباطنيون في صور شتى فعرفوا بالإسماعيلية، كما عرفت منهم القرامطة والخرمية والمحمرة والنصيرية والدرزية والقاديانية والبهائية.
حينما أظهر الإسلام وبسط رواقه على أرض فارس تشاور جماعة من المجوس والمزدكية وشرذمة من الوثنية وطائفة من ملاحدة الفلاسفة وبعض اليهود في حيلة يدفعون بها في نحر الإسلام ويعملون بها على تشتيت شمل المسلمين، فاتفقوا على انتحال مذهب يستمد أصوله من أصول الفلاسفة وقواعد المزدكية وعقائد الوثنية، ورأوا أن أنجع الوسائل لتحقيق أهدافهم أن يتمسحوا بالانتساب إلى نصرة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يختاروا رجلاً يزعمون أنه من آل البيت، وأنه يجب على كافة الخلق مبايعته وتتعين عليهم طاعته، فإنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معصوم من الخطأ.
وقد تذرعوا بذلك إلى استدراج العامة لينسلخوا من الدين، فإن أراد أحد أن يتمسك بظاهر القرآن ومتواتر الأخبار أخبروه أن تلك الظواهر لها أسرار وبواطن، وأن أمارة الأحمق الانخداع بظواهرها، وأن الفطن هو من لا يرى هذه الظواهر، وإنما يتبع الإمام المعصوم في تفسير الباطن، فكان هؤلاء الباطنيين كما قيل فيهم: ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض.
الأديان والفرق: ص83-84
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق