جريمة القول على الله بغير حق
وقوله -تبارك وتعالى-: {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام: 139]، بيانٌ لمزيد من قبائح المشركين بافترائهم على الله حيث تحكموا بآرائهم الفاسدة ومذاهبهم الكاسدة فحرموا ما في بطون بعض الأنعام على النساء وأباحوه للرجال إن خرج حياً، أما إذا خرج ميتا فيباح أكله للرجال والنساء، وهذا دينٌ ما أنزل الله به من سلطان، وقول على الله بغير حق ولذلك قال -عز وجل-: {سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام: 139].
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: {سَيَجْزِي} أي: سيثيب ويكافئ هؤلاء المفترين عليه الكذب في تحريمهم ما لم يحرّمه الله، وتحليلهم ما لم يحلله الله، وإضافتهم كذبهم في ذلك إلى الله، وقوله: {وَصْفَهُمْ}، يعني بـ"وصفهم"، الكذبَ على الله، وذلك كما قال جلَّ ثناؤه في موضع آخر من كتابه: {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ} [النحل: 62]. و"الوصف" و"الصفة" في كلام العرب واحد، وهما مصدران مثل: "الوزن" و"الزنة". ا ه
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص89
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق