معنى قول النبي: «خشيت على نفسي» لا ينفي معرفته بنفسه أنه نبي

2020-06-04
معنى قول النبي: «خشيت على نفسي» لا ينفي معرفته بنفسه أنه نبي
الفائدة الخامسة عشر من كتاب القصص الحق في سيرة الخلق لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول ردَّ شُبهةٍ حول قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد خَشِيتُ على نفسِي».

وقد سألني مرة بعضُ أهل الأهواء ممن في قلوبهم مرض على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وممن يُبغضون السنة وأهلها، ولا سيما الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا هريرة وأعلام أهل الحديث كالبخاري ومسلم؛ فقال لي في سؤاله: إن قوله في الحديث: «لقد خشِيتُ على نفسي» يُثبِتُ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعلَم بالوحي عندما جاءه مع أنه أفضل من عيسى، وقال عيسى عليه السلام وهو في المهد: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}، فكيف يعرف عيسى وهو في المهد أنه نبي، ولم يعرف محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه نبي حتى يقول: «لقد خشيت على نفسي»؟

فقلت له: هل تقرأ القرآن؟ قال: نعم، قلت: لو كنت قرأته لوجدتَ فيه: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}.

أما قول عيسى عليه السلام وهو في المهد: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}، فهو معجزة خاصة لسرعة تبرئة ساحة الصديقة مريم البتول، ولا مزية في ذلك لعيسى على محمد - عليهما الصلاة والسلام -، على أن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقد خشِيتُ على نفسي»، إنما هو إخبارٌ عن شدَّة ما لقِيَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المَلَك، وليس فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم بأنه مَلَك.

القصص الحق في سيرة سيد الخلق: ص44-45

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق