معنى قول النبي: «خشيت على نفسي» لا ينفي معرفته بنفسه أنه نبي
وقد سألني مرة بعضُ أهل الأهواء ممن في قلوبهم مرض على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وممن يُبغضون السنة وأهلها، ولا سيما الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا هريرة وأعلام أهل الحديث كالبخاري ومسلم؛ فقال لي في سؤاله: إن قوله في الحديث: «لقد خشِيتُ على نفسي» يُثبِتُ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعلَم بالوحي عندما جاءه مع أنه أفضل من عيسى، وقال عيسى عليه السلام وهو في المهد: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}، فكيف يعرف عيسى وهو في المهد أنه نبي، ولم يعرف محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه نبي حتى يقول: «لقد خشيت على نفسي»؟
فقلت له: هل تقرأ القرآن؟ قال: نعم، قلت: لو كنت قرأته لوجدتَ فيه: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}.
أما قول عيسى عليه السلام وهو في المهد: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}، فهو معجزة خاصة لسرعة تبرئة ساحة الصديقة مريم البتول، ولا مزية في ذلك لعيسى على محمد - عليهما الصلاة والسلام -، على أن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقد خشِيتُ على نفسي»، إنما هو إخبارٌ عن شدَّة ما لقِيَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المَلَك، وليس فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم بأنه مَلَك.
القصص الحق في سيرة سيد الخلق: ص44-45
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق