إقرار المشركين بجنايتهم عند معاينة العذاب وندمهم ولات حين مندم

2020-09-03
إقرار المشركين بجنايتهم عند معاينة العذاب وندمهم ولات حين مندم
اللطيفة الثالثة من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول إقرار المشركين بجنايتهم عند معاينة العذاب وندمهم ولات حين مندم.

ومعنى قوله -عز وجل-: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأعراف: 5]، أي: فما كان دعاؤهم وقولهم وتضرعهم عند نزول العذاب بهم إلا الاعتراف بجنايتهم والإقرار بجريمتهم نادمين على تكذيبهم لرسلهم حين لا ينفعهم ندمهم كما قال -عز وجل- في خواتيم المسك من السورة السابقة: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [الأنعام: 158]، والدعوى في لسان العرب تأتي بمعنى الادعاء والدعاء، قال سيبويه: تقول العرب: اللهم أشركنا في صالح دعوى المسلمين، أي: في دعائهم ا ه.

والمراد بالدعوى هنا الدعاء كما قال -عز وجل- في سورة الأنبياء: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} [الأنبياء: 11-15].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص140

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق